تعانى بعض الأمهات من كثرة المسئوليات التى تتحملها من أجل تحقيق استقرار الحياة الزوجية وتفوق أبنائها، وأحيانا تشعر بالحزن والاكتئاب إذا واجهت عدم تقدير من أسرتها، ولكن للأسف الدراسات الحديثة تؤكد أن ما تحمله الأم من أعباء المسئولية يؤدى بها الى الشعور بالإحباط.. لأنه بكل بساطة تعتقد بعض الأمهات أنها يجب أن تكون المربى الأوحد متجاهلة دور الأب فى تربية الأبناء معها. ولذا ينصح د.أحمد الشريف خبير الإرشاد الأسرى والتربوى وتعديل السلوك بأنه يجب الحرص على حسن العلاقة بين الزوجين، فالحالة النفسية والاستقرار لهما أثرهما فى تربية الأبناء، ويجب الاتفاق بين الوالدين على الأساليب التربوية لأبنائهما. من أجل ذلك قد أجريت العديد من الدراسات على أهمية دور الأب فى تربية الأطفال، فهناك بعض الآباء يرون أن دورهم يقتصر على العمل وتوفير الإمكانات المعيشية فقط، والبعض الآخر يرى أن علاقته بأطفاله منفصلة عن علاقته بزوجته. لذلك يقول د. الشريف إنه لا يمكن تجاهل دور الأب فى حياة أبنائه، مؤكدا أن الأطفال الذين عاشوا فى ظروف غياب الأب يكونون أكثر عرضة للضياع والانحراف. لكن للأسف يتجاهل بعض الآباء أهمية سلطاتهم فى المنزل، من حيث انه يملك زمام الأمور وعليه أن يعرف كيف يتمسك برأيه إن كان على صواب، كما لا يصح أن يترك الأب عاتق تربية الأبناء على زوجته على أساس أنها هى المربى الأوحد فى حياة أبنائه كى لا يتحمل المسئولية إذا تعرض أحد اطفالهم لمشكلة من أى نوع، فيجب أن يكون مشتركا مع زوجته فى توجيه أبنائهم وإرشادهم لأن عاطفة الأمومة تمنع الأم أن تحسم بعض المواقف، وذلك مع مراعاة حرص كل من الوالدين على غرس ثقة الأطفال بالآخر، فيتجنب الأب انتقاد الأم أو عتابها أمام أولادها، فضلاً عن السخرية منها أو تأنيبها، كما أن يجب على الأم الحرص على تنمية ثقة أطفالها بوالدهم، وإشعارهم بأنه يسعى لمصلحتهم حتى لو اختلفت معه وأنه إن انشغل عنهم فهو مشغول بأمور مهمة تنفعهم . يجب أن يكون الأب قدوة ونموذجا للطّفل، وبالتالى يجب على الأب أن يحسن من نفسه قبل الأطفال، مع إظهار الحب والخوف عليهم، وعدم تدليلهم وتأمين كل ما يحتاجونه. ولذا ينصح خبير الإرشاد الأسرى الأب بألا يترك لزوجته دور المربى الأوحد فى حياة أطفالهما لأنه هو القدوة الحسنة على الرغم من أن فترات وجوده فى البيت أقل، إلا أن الطفل يتعلق بوالده وبالتالى يطيع أوامره. وأخيرا يحذر من قسوة الزوج على زوجته أمام الأبناء لأنهم يشفقون على والدتهم وينفرون من الأب، مما يترك أثرا سلبيا داخلهم يظهر مع الكبر ويحتفظون بتلك المشاعر وقد يسردونها له يوماً ما، ولابد أن يتفق الزوجان أن يكون موقفهما واحدا أمام الأبناء على أن يكون النقاش مسبقا بينهما، فكل هذه الأمور من شأنها أن تشعر الطفل بالأمان والاستقرار داخل أسرته.