أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الدولة رئيس المجلس الوطنى للإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة استمرار وقوف بلاده قيادة وحكومة وشعبا إلى جانب مصر ودعمها فى مختلف المجالات، داعيا وسائل الإعلام العربية مواصلة دعمها للجهود التى تبذلها مصر لتعزيز الأمن والأمان والاستقرار والنمو الاقتصادى والاجتماعى . جاء ذلك فى مستهل الكلمة التى ألقاها فى الجلسة الافتتاحية للدورة ال 47 لمجلس وزراء الإعلام العرب التى عقدت أمس، قبل أن يسلم رئاستها ل" على بن محمد الرميحى وزير شئون الإعلام بمملكة البحرين، الذى سترأس بلاده الدورة الجديدة للمجلس، بحضور الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية، وصفاء حجازى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون رئيس المكتب التنفيذى لمجلس وزراء الإعلام العرب. وحدد الجابر رؤية دولة الإمارات لدور الإعلام مشيرا الى أنه الى جانب نقل الأخبار بمصداقية هى تركز على الدور التثقيفى والتوعوى للإعلام كأهم وسيلة لمكافحة التطرف والإرهاب، مشيرا فى هذا السياق إلى أن دولة الإمارات أطلقت العديد من المبادرات فى مقدمتها تأسيس مجلس حكماء المسلمين بقيادة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وعضوية علماء أجلاء يتسمون بسعة المعرفة واعتدال النظرة من خلال التركيز على تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة وإبراز الوجه الحضارى للدين الاسلامى الحنيف. ونبه الجابر الى وجود "أعداد كبيرة من جيل الشباب فى العالم العربى التى تستقبل المعلومة من المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعى والتى لايميز العديد منها بين المعلومة والرأى متقدما باقتراح فى هذا الشأن بتوسيع نطاق ميثاق الشرف الإعلامى بحيث يشمل الإعلام الإلكترونى ووسائل التواصل الاجتماعى معتبرا أن من شأن هذه الخطوة الإسهام فى تحصين المجتمعات العربية ضد التطرف والإرهاب وطالب الجابر بتعزيز التنسيق ليقوم الإعلام العربى بدور فاعل فى تسليط الضوء على القضايا التى تشهدها الساحة العربية بما فى ذلك الجهود الكبيرة التى يبذلها التحالف العربى فى مكافحة الإرهاب فى اليمن ونجاحاته الأخيرة فى مواجهة تنظيم القاعدة هناك ، داعيا الى الوقوف مع الأِشقاء فى السعودية لدعم جهودها فى تأمين استضافة حجاج بيت الله الحرام بعيدا عن أى أبعاد سياسية. وبدوره، أكد على بن محمد الرميحى وزير شئون الإعلام بمملكة البحرين ضرورة تفعيل الاستراتيجية الإعلامية العربية لمكافحة الإرهاب وتطوير دور الإعلام فى مواجهة هذه الآفة الخطيرة باعتبارها ظاهرة دولية لا حدود ولا وطن ولادين لها، مشددا على الموقف العربى الراسخ بإدانة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله مهما كانت دوافعه ومبرراته والالتزام بنشر القيم الإنسانية والتعاليم الدينية الداعية إلى الوسطية والتسامح والتعايش السلمى ونبذ التطرف والتشدد والغلو وتجريم العنف والإرهاب. ودعا الرميحى ، الذى تسلم رئاسة الدورة من سلطان الجابر وزير الدولة رئيس المجلس الوطنى للإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة ، إلى متابعة الاجراءات الفنية والتشريعية لوقف بث القنوات الفضائية المسيئة أو المحرضة على الكراهية الدينية والطائفية أو التطرف والإرهاب وطالب بتقديم الشكاوى إلى المنظمات الدولية بخصوص القنوات الإقليمية والأجنبية المثيرة للفتنة والمعادية للدول العربية استنادا إلى مخالفتها للعهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والذى يحظر أى دعوات تحريضية على الكراهية أو العداوة أو العنف أو تهديد الأمن القومى والنظام العام أو مخالفة الآداب العامة ونبه الرميحى إلى التهديدات التى تواجه الأمة العربية سواء أمنية أو فكرية وكذلك التدخلات الإقليمية والدولية فى الشئون الداخلية للدول العربية عبر مخططات عدوانية بوسائل إعلامية وسياسية وأمنية لنشر التطرف والإرهاب وإشاعة الفوضى والكراهية وجر المنطقة إلى حروب طائفية أو إنشاء كيانات فاشلة منقسمة بديلة للدول الوطنية القوية والمتماسكة وبث الشائعات والأكاذيب لعرقلة المسيرة التنموية والديمقراطية العربية. مشيرا إلى تدخلات إيران العدوانية فى شئون العديد من دول المنطقة العربية من بينها مملكة البحرين وتورطها فى العمل على زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفتنة الطائفية ودعم الجماعات الإرهابية فيما يمثل انتهاكا خطيرا وسافرا للشرعية الدولية ومباديء حسن الجوار والأخوة الإسلامية. وطالب بضرورة التصدى للتحديات الراهنة التى تواجه المنطقة عبر استراتيجية إعلامية عربية موحدة لحماية الأمن القومى العربى بجميع أبعاده. ومن جهته ,أكد الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية أن استمرار وازدياد التحديات التى يواجهها الوطن العربي، والتى تتمثل فى اضطراب الأوضاع السياسية بصورة غير مسبوقة واشتداد الصراعات والنزاعات المسلحة فى بقاع مختلفة من المنطقة يفرض على وسائل الإعلام العربية مسئوليات والتزامات كبيرة للقيام بالدور المنوط بها فى تناول هذه التحديات والأزمات والتجاوب مع احتياجات الشعوب العربية. ولفت أن الأحداث التى تشهدها المنطقة تحتم على وسائل الإعلام العربية التمسك بالمهنية والموضوعية والمصداقية والحيادية التامة، ومراعاة الفرق بين حرية التعبير والمساس بالأديان والمقدسات والتعرض للأمن القومى وسلامة الدول وقال إنه فى ظل هذه الأحداث يجب أن تسعى وسائل الإعلام دائماً لإبراز أهمية الحوار والموضوعية فى العرض ومراعاة الابتعاد عن العنف وعن الطائفية. ونبه العربى الى أن تفشى ظاهرة الإرهاب فى السنوات الماضية أصبح أحد أبرز التحديات التى تواجه الدول العربية، وتهدد الأمن القومى وسلامة أراضيها وشعوبها. واعتبرأن ظهور عدد من التنظيمات الإرهابية مثل داعش ومن قبلها القاعدة وغيرها، وإقبال أعداد ليست بالقليلة من الشباب العربى على الإنسياق وراء هذه الأفكار والانتماء لها كشف عن التدهور الفكرى والمعرفى والثقافى الذى يعانى منه قطاع كبير من الشباب الذى أصبح فريسة سهلة للانسياق وراء الأفكار المتطرفة والهدامة التى تبثها تلك التنظيمات، وهو الأمر الذى يدق ناقوس الخطر لينذرنا بمستقبل شديد التعقيد إذا لم يتم اتخاذ جميع التدابير اللازمة حياله. وهناك الآن حاجة شديدة إلى ايلاء اهتمام خاص للمجالات التى تبنى وتشكل فكر الشعوب، وعلى رأسها التعليم والإعلام ورفع المستوى الاقتصادى والقضاء على البطالة. وأكد الأمين العام للجامعة العربية ضرورة تفاعل الدول العربية الأعضاء مع الإستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمواجهة الإرهاب، واتخاذ جميع الإجراءات الضرورية سياسيا وأمنيا وقضائيا وفكريا لمواجهة مخاطر الإرهاب وما يفرضه من تحديات.