مدينة رأس البر بمحافظة دمياط تقع في حضن نهر النيل والبحر المتوسط في أقصى شمال الدلتا حباها الله بموقع فريد, كما إكتسب هذا الموقع دلالة كونية ودينية من خلال تواجده على البرزخ الذى يفصل بين النيل والبحر المتوسط والذى ورد ذكرة في سورة الرحمن في الأيه الكريمة ( مرج البحرين يلتقيان ) وهو مشهد كونى لمعجزة إلهية حيث يلتقى النيل بالبحر المتوسط دون أن يبغى أحدهما على الآخر بقدرة إلهية وبهندسة يعجز عنها العقل البشرى. كل هذه السمات الفريدة جعلتها من أهم وأفضل المصايف المصريه , بدأ تاريخ رأس البر منذ عام 1823 حيث كان مشايخ الطرق الصوفية وأتباعهم بدمياط يسيرون بمجموعهم نحو الشمال مع النيل للإحتفال بمولد (الجربى ) بمنطقة الجربى جنوب رأس البر, وكان التجار يفدون إلى رأس البر لمقابلة سفنهم العائدة من رحلاتهم وهنا شاهدوا أول طلائع المصيف ممثلة في هؤلاء المتصوفين, وفي عام 1865م أتخذ رأس البر(مصطافاً) وتدرج مع عشش قليلة متفرقة مصنوعة من حصر البردى إلى صفوف منظمة بين شاطئ النيل والبحر ثم إلى عشش تقام على أرضيات من الخشب والبناء. وفي عام 1891 أنشأ رجل فرنسى اسمه(بكلان) وسيدة فرنسية تدعى(كورتيل) مطعماً وأول فندق راق أمام الفنار وسط المصيف جذب رجال المصطافين ودفع آخرين لبناء عدد آخر من الفنادق, وفي عام 1902 وضعت للمصيف أول خريطة هندسية بسيطة موضحاً بها مواقع العشش وأرقامها والأسواق وغيرها, ومع الوقت بدأت الحياة تدب في المصيف، بعدما اعتادت بعض الأسر المصرية من قاطني مدن الدلتا الخروج للتنزه في مراكب شراعية في النيل خلال فصل الصيف، وصولا إلى رأس البر وهناك أقاموا أكواخا بدائية من البوص ليقيموا فيها بعض الوقت، وهو ما لقب ( بالعشش)، والتى استمرت بهذا اللقب حتى وقتنا الحالى, وهناك الكثير من العلامات البارزة التى اشتهر بها المصيف على مدار سنوات طويلة، ومن أمثلة ذلك (الطفطف)، وسائقه الشهير (رنجو) وهو حافلة ركاب يسيرفى جميع شوارع المدينة وكان يطفى بهجة كبيرة على ركابه من خلال ترديد الأغانى الشهيرة في هذا الوقت وكان يتفاعل معه المصطافون داخل العشش أثناء مروره من أمامهم . وقد عرف عن المصيف بأنه كان محط إعجاب الكثير من مشاهير السياسة والفن في مصر ومن أشهر هؤلاء كوكب الشرق أم كلثوم وكان لها فيلا (عشه) معروفه على شاطئ البحر والموسيقار محمد عبد الوهاب وغيرهما من المشاهير. ويتميز المصيف برخص أسعاره بالمقارنة بمصايف الجمهورية الأخرى حيث إن متوسط سعر اليوم داخل العشش أو الفنادق المتوسطة الحال حالياً حوالى 200 جنيه ولذلك أطلق عليه ( مصيف الغلابه). وكانت ولاتزال رأس البر موضع إهتمام لجميع المحافظين الذين تولوا مسئولية المحافظة وآخرهم المحافظ الحالي الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه حيث أصبح المصيف من أهم المصايف السياحية الهامة بعد أن شهد في الآونة الأخيرة تطور هائلاً قفز به إلى قمة مصايف الجمهورية والتى توجت بمشروع التنسيق الحضارى والذى نقل المصيف نقله نوعيه من حيث التنظيم وإعادة التخطيط وإعادة صياغة منطقة اللسان وهى من أهم المعالم السياحيهةبالمصيف حيث شمل التطور مختلف المرافق والخدمات والمشروعات التي تحقق أقصى ما يمكن من وسائل الراحة والاستجمام لعشاقه الذين يفدون إليه كل عام من شتى مناطق الجمهورية للاستمتاع بالطبيعة الساحرة التي يزخر بها المصيف, كما يضم المصيف عدداً من الأماكن الحيوية مثل (منطقة اللسان ومنطقة الجربى وشارع النيل وشاطى خليج راس البر وفندق اللسان وشارع بورسعيد) كما يشتهر المصيف بصناعة (الفطير الدمياطى الشهير بجميع أنواعه والذى عرفة الدمايطه منذ أربعينيات القرن الماضى) حيث يقبل عليه المصطافون من جميع أنحاء الجمهورية ويتفنن الدمايطه فى إضافة كل ماهو جديد لهذة الأكلة الشهيرة , هذا فضلا عن الحلويات الشهيرة التى تشتهر بها المحافظة مثل المشبك والبقلاوة والملبن والهريسة والبسبوسة ولقمة القرصة . وكان يوم شم النسيم الماضى بروفه جادة وقوية لإختبار مدى إستعدادات المصيف للموسم الصيفى والذى سيبدأ بصفة رسمية خلال أيام عقب الإنتهاء من موسم الإمتحانات خاصه بعد أن إستقبل المصيف فى هذا اليوم حوالى مليونى زائر , وأدى نجاح هذا اليوم وخروجه بلا مشاكل وبلا حالة غرق واحدة على العكس من السنوات الماضية إلى شعور مسئولي المدينة بحالة من الإرتياح فى أن يمر هذا الموسم الصيفى بدون أى عقبات . وأكد "محسن عزيز رئيس مدينة رأس البر" أننا قمنا برفع كفاءة الطرق وإجراء الصيانات والترميمات اللازمة لبعض الطرق المرصوفة مثل شارع بور سعيد ورصف الشوارع المتفرعة من السوق العمومي , كما تم رفع كفاءة الإنارة العامة بتركيب 600 كشاف ليد جديد وصيانة اعمدة الانارة العامة بالمدينة وانارتها بالكامل. كما تم اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لتأمين البر والشاطئ من إحلال وتجديد مواسير خط الحماية داخل البحر لتأمين المصطافين من مناطق الغرق, وتم تجهيز رجال الانقاذ بعدد100 منقذ منتشرين بطول الشاطئ لحماية المصطافين وكذلك توفير معدات الانقاذ.