شاهدت مؤخرا عملاً من أروع الأعمال المسرحية التى تثلج الصدور وتُعمل العقل ليجعلك اثناء المشاهدة تحلق فى دنيا الخيال وفى إطار يغلفه البهجة والسرور .. العرض المسرحى "خلطة السعادة " والذى ينم عن حرفية عالية واتقان شديد فى المضمون ومستوى الأداء ، ومما يثير الانتباه هو المزج الممتع بين تناول قصة اسطورة من الاساطير القديمة وتوظيفها جيدا في الترسيخ لمبدأ أصولى وحقيقة من المسلمات التى قد تغيب عن أذهاننا فى ظل تفاصيل الحياة وانخراطنا فيها ، والأجمل من ذلك هو ترك للمشاهد فرصة اسدال الستار كما يحلو له ، وإتاحة مساحة له لتخيل النهاية التى تتماشى مع ثقافته وتوجهاته ومعتقداته .. فتروى الأسطورة القديمة عن وجود صندوق خشبى كبير ، محكم الغلق لإحتواءه على كافة انواع الشرورالتى يمكن ان تصيب البشر ، وعلى الرغم من علم الجميع بذلك إلا ان بعض الاشخاص ممن لديهم شغف وفضول كبيرين بخوض التجارب وعدم الاستماع لنصائح السابقين .. قرروا ن يكتشفوا بانفسهم حقيقية ما بداخل الصندوق الخشبى ، ومن هنا تبدأ الشرور فى الخروج تباعا ، وفى النهاية لا يتبقى فى الصندوق الا فراشة الأمل التى تخرج لتحلق فى السماء عاليا ولا يستطيع احد اللحاق بها ، ولكن يراها فقط من يؤمن بوجودها ويستنشق عبيرها . وبذلك يختتم الكاتب روايته بان يجعلنا نفكر دائما فى ضرورة التمسك بالأمل والسعى وراء الهدف ووضعه نصب أعيننا مهما كانت الضغوط ، ولسوف يتغير الحلم الى واقع ملموس ، نستطيع وقتها فقط ان نمسك بفراشة الامل ونقبض عليها بكلتا يدينا ، بل قد نجدها قادمة الينا ، لانها تذهب لمن يريدها ويتمناها ويجتهد ويأخذ بأسباب النجاح دون تواكل أو ابطاء . [email protected] لمزيد من مقالات راندا يحيى يوسف