خروجاً عن المألوف ومخالفةً لما عهدناه فى تاريخ الأعمال الأدبية والنقد الأدبى بأنواعه لاسيما اللاذع منه .. أن يُطل علينا الروائى أحمد ناجى بعمل خاوى الوفاض من كافة المدخلات والبديهيات الأدبية ، وسطوره تدل على قناعة راسخة بمنطق مغلوط لا مُعين له ولا سند ، والأهم من ذلك أن العمل بأكمله منزوع الحياء وكأنه دعوة صريحة للإبتذال والسطحية والإسفاف الغير مبررين ، وببساطة شديدة شتان بين العمل الأدبى الراقى الهادف الذى يرقى الأحلام المليئة بالمشاعر والأحاسيس بحور من فى بالذوق ويجعلك تحلق او الكتابة ب "تلقائية" ، وبين التصنع والإبتذال والإنحدار بالكلمات والمعانى وفرض أعمال تثير الحنق والإستياء لكل من يقرؤها وهى الكتابة ب "عشوائية" ، ويحضرنى فى هذا الشأن مقولة للباحثة عائشة رافع إستطاعت من خلالها أن تبلور الفرق الجوهرى بين العشوائية فى الأداء وبين التلقائية ، فتصف الأولى بأنها مشاعر إنفعالية تخص الفرد نفسه وتجعله يرد على محدثه وهو يعتقد أنه يفهمه جيدا والحقيقة أنه لم يستمع إلا إلى أحرف وكلمات ، وتؤكد أن إهتمام هذا الشخص وتوجهه يأتى تأثراً بوقع الكلمات عليه وليس عن قناعة شخصية ولا إيمانا بقضية ما ، أما التلقائية فهى القدرة على تفهم ما يقوله محدثك بعمق وإحترام رأيه والإهتمام بأن تسمعه بقلبك فتخرج كلماتك له مزيجا من التفهم والتعاطف وإضافة الجديد بلطف فتتدفق طاقة المحبة بين الطرفين دون حواجز ، والتلقائية تحتاج تدريبًا والعشوائية تحتاج تهذيبا ، فالتلقائية فن راق يبذل فيه الفنان المبدع جهدا كبيرا فى التدريب لتتحدث روحه بكل ما فيها من جمال بسلاسة تلمس القلوب وتعزف على أوتارها ، وحتى يكون حديثى ملهمُا وداعمًا أدرب نفسى لأكتسب التلقائية وأتحرر من العشوائية . [email protected] لمزيد من مقالات راندا يحيى يوسف