ذكر ابن الجوزى أن امرأة من الصالحات كانت تعجن عجينة فبلغها موت زوجها فرفعت يدها من العجين وقالت : «هذا طعام قد صار لنا فيه شركاء» .. نحتاج إلى مثل هذا الورع الذى دفع المرأة الصالحة إلى ترك العجين لوجود ورثة بموت المورث فخافت أن تنتفع بمال غيرها.. نحتاج إلى مثل هذا الورع لإحياء القلوب وإيقاظ الضمائر وإصلاح النفوس وتهذيب الأخلاق وتغيير السلوكيات والمعاملات فلا نأكل الحقوق ولا نعتدى على الممتلكات والأرواح والحرمات ولا نخون الأمانات ولا نشهد الزور، ولا نؤذى الجار ولا نلوث النهر ولا نقطع الطريق ولا نظلم ولا نقهر ولا نطمع ولا نغش ولا نكذب ولا نسرق ولا ننزع الأشجار ولا نعذب الحيوان ولا نقسو ولا نروع الآمنين.. نحتاج إلى أن نتعلم درس المرأة الصالحة لكى تتراجع معدلات الجريمة وجحافل الإهمال والتسيب وتتوارى مشاهد الرذيلة والاسفاف والابتذال والانحطاط الأخلاقى.. نحتاج إلى صحوة الضمائر لنكون أكثر ورعا وتقوى وقربا من الله سبحانه وتعالى الذى يقول فى كتابه العزيز «واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لا يظلمون» البقرة 182. جلال عبدالحميد محمود مدير سابق بالتعليم