بدأ مولد المسلسلات مع بداية شهر رمضان وسط زفة اعلانية تبشر المشاهدين بالاستمتاع بأكثر من خمسين مسلسلا، وطبعاً حظيت المسلسلات التي يقوم ببطولتها كبار النجوم (سنا) وهم من تربعوا لسنوات علي عرش النجومية. تابعت البدايات بأمل ان أعثر علي مادة غزيرة تصلح للنقد الموضوعي. صدمتني النتائج الاولي لانني وجدت ان ما يكن ان ينتمي الي فنون الدراما لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة، بينما باقي هذه الاعمال لا يمكن باي معيار موضوعي اعتباره عملاً ينتمي الي فنون الدراما رغم ان هذه الاعمال لها مقدمات ونهايات تزعم انها اعمال درامية، ورغم ان بعضها يقوم ببطولته من كان يوماً من النجوم المرموقين. الملاحظة العامة ان الكثير من هذه الاعمال اخترق قاع التفاهة والسطحية وبلغ حداً من الابتذال والسوقية يرشحه بجدارة لان نطلق عليه بضمير مستريح «كباريه علي الهواء» وللدقة فبعض هذه الاعمال تنتمي الي كباريهات الدرجة الثالثة؟! ومن اراد ان يستمتع مجاناً بأجواء هذه الكباريهات فانني ادعو لمشاهدة «طبيب امراض نساء» وأري ان السبب المحوري في هذا الانحطاط يرجع الي سيطرة «الإعلان» ويسبق ان حذرت عشرات المرات من هذه الكارثة، خاصة ان المسئولين عن اتخاذ قرار شراء وبث هذه الاعمال ينتمون بافكارهم الي منطق مندوبي الإعلانات. هذا الانحطاط والاسفاف الجماعي يدق جرس انذار لكل مثقفي هذا البلد ليسارعوا بتحرك جاد لانقاذ صناعة الدراما المصرية الان وليس غداً.