ملاحظات عديدة ورؤية فنية تحليلية ترصدها الكاتبة والناقدة د.عزة هيكل حول دراما وبرامج رمضان, تبدأها بملاحظات عامة ترصد فيها أن المسلسلات كلها تدور حول ثلاث محاور أهمها أمن الدولة والشرطة والجماعات الإسلامية وقضايا المواطن المصري العادي وخاصة الشباب وعلاقته بالشرطة والأمن والدوافع التي أدت لقيام ثورة25 يناير. وتشير الي غياب النص الدرامي الأدبي والتركيز علي السينما الجديدة, سينما الصورة, باستثناء مسلسلي انابليون والمحروسةب واسيدنا السيد, وهو ما يؤكد انحسار دور السينما والمسرح ومن ثم توجه المبدعين إلي إستبدال الصورة السينمائية بالصورة الدرامية, وأيضا إتجاه النجوم الكبار الي ساحات الشاشة الدرامية بدلا من الانتظار لعودة صناعة السينما. والملاحظ أيضا غياب البرامج الحوارية السياسية وانحسارها بسبب الملل والإحباط ورغبة الناس في الخروج من الدائرة المفرغة التي يعيشون فيها منذ أكثر من عام ونصف العام, ووجود بعض المغازلة للتيارات الإسلامية بصورة واضحة وكاشفة للعين العادية وهو ما يؤثر سلبا علي الأعمال الفنية التي يجب أن تهتم بالمضمون أكثر من مغازلة تيار بشكل مباشر وبالإضافة لهذه الملاحظات هناك أيضا الإسفاف في اللغة والحوار الذي وصل الي حد السباب البذئ والتعرض للشرف والدين وهو أمر يبتعد تماما عن مفهوم الفن والإبداع وما يحدث الآن هو نوع من الإبتذال الفني بدعوي الواقعية أيضا تكرار مشاهد العنف والقتل والإصرار علي العشوائية في الحوار يؤدي الي خلل في سلوك المجتمع بأكمله ويربط بين الفن وبين كل ما هو قبيح وليس كل ما هو جميل وهو باب خلفي للدخول الي قضية فرض الرقابة علي الأعمال الفنية. وتشيد بمسلسل افرقة ناجي عطا اللهب لعادل إمام لأنه يتعرض لعلاقة العرب والمصريين بالكيان الصهيوني وإستعانة المسلسل بمجموعات من الشباب حتي لا تكون البطولة منفردة. وأيضا مسلسل اباب الخلقب لمحمود عبدالعزيز يتميز بالأداء غير العادي والنجومية والحرفية التي وصل اليها والإخراج لعادل أديب, أما مسلسل انابيليون والمحروسةب فهو من الأعمال الفارقة في تاريخ الدراما المصرية والعربية لمخرجه شوقي الماجري وكاتبته عزة شلبي والتميز في خلق المناخ العام وتفاصيل الملابس والديكور والمعارك وإختيار أماكن التصوير والإضاءة لتصوير حقبة زمنية مهمة من تاريخ مصر المحروسة أيضا مسلسل اسيدنا السيدب متميز لأنه يعتمد علي الحوار والدراما الخاصة بفن الدراما التليفزيونية كفن منفصل عن السينما والمسرح وإعتماده علي فكرة المخرج بين السرد الروائي وبين الدراما والصراع الحواري وهي فكرة فنية متميزة وفريدة وأعتبره عملا فنيا مختلفا وسط زخم متكرر فيه الموضوعات والشخصيات.