بدأ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين إجراء تغييرات جوهرية شاملة وهيكلية في أسلوب الحكم بالمملكة ،بعد أن استطاع بحنكته وفطنته وخبرة السنين استرجاع معظم الجزر والأراضي المتنازع عليها مع أشقائه العرب إلي حدود المملكة،ولم يكتف بذلك بل بدأ في ترتيب وتنظيم البيت من الداخل ولم يقتصر في تغييره علي الشكل فقط بل كانت إستراتيجيته تعتمد علي الفكر والمضمون، ليغير النهج السائد طوال السنين الماضية في أسلوب الحكم والإدارة لينقل بذلك المملكة إلي أفاق أرحب بعيدا عن النهج الذي كانت تعتمد عليه دوما باعتمادها علي النفط كدخل ثابت لها. وبدأ يفكر في إستراتيجية أخري في الإدارة والحكم ليضع المملكة علي الطريق الصحيح سياسيا واقتصاديا كأحدي أهم الدول الأسيوية وذات الثقل السياسي والاقتصادي والمعرفي ليس داخل حدود الوطن العربي فحسب بل وضعها علي الخريطة العالمية والدولية. وليحقق ما يصبو إليه بدأ في إجراء العديد من التعديلات الجوهرية في حكومته كي تساعده في تنفيذ خطة التنمية الشاملة بحلول 2030علي غرار ما فعله الرئيس السيسي بمصر،وكل منهما يهدف وضع دولته علي الطريق الصحيح لتتبوأ المكانة اللائقة بها، ولتصبح كل من السعودية ومصر من الدول العظمي ذات الثقل السياسي والاقتصادي والعسكري وحسنا ما يفعله قيادتا البلدين للوصول ببلديهما إلي هذه المكانة . وتهدف خطة العاهل السعودي إلي إنهاء سياسة الاعتماد علي النفط كأحد الموارد الأساسية للدخل والبحث عن مصادر دخل جديدة بحيث تنتهي سياسة الاعتماد علي النفط في 2030حيث حددت الرؤية مجموعة واسعة من الإصلاحات المالية والاقتصادية التي من شانها تحويل المملكة من اقتصاد نفطي إلي اقتصاد يركز علي الاستثمارات المتعددة بعيدا عن النفط والحج والعمرة التي اعتمدت عليهما السعودية طوال الحقب الماضية، وإيجاد إيرادات تعادل نحو270مليار دولار سنويا مقارنة بنحو50مليارا هذا العام،وتتضمن الخطة الجديدة ثلاثة تقسيمات تنوعت بين اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي ووطن طموح ،وتحقيق الرفاهية والرخاء للشعب السعودي مع تغيير الفكر نحو المرأة والشباب لتمكينهم من الانخراط في العمل السياسي والحكومي . ويسعي العاهل السعودي إلي زيادة الإيرادات الحكومية غير النفطية من 163مليار ريال إلي تريليون ريال ورفع نسبة الاستثمار الأجنبي من الناتج المحلي إلي 5،7%بدلا من 3،8%حاليا هذا مع العمل علي زيادة عدد المعتمرين إلي 15 مليون معتمر بحلول عام 2020بزيادة نحو الضعف تقريبا بحيث يتراوح العدد حاليا 8ملايين معتمر، وليس هذا فحسب بل تقديم تسهيلات في التأشيرات، وأري في هذا الشأن بالفعل ان تكون هناك تيسيرات في تأشيرتي الحج والعمرة تحديدا بين السعودية ومصر حيث يعلم خادم الحرمين الشريفين تعلق المصريين علي وجه الخصوص بأداء فريضتي الحج والعمرة، وأعداد المصريين المعتمرين سنويا تعادل نحو 80%من إجمالي المعتمرين وأرجو ان تكون تأشيرة العمرة من سفارة المملكة مباشرة وبدون وسيط مع إعطاء نسبة شهرية للنقابات والمؤسسات تيسيرا لراغبي العمرة من المصريين. وللترفيه علي الشعب السعودي تم إطلاق البرنامج الوطني داعم للترفيه والرياضة وتطوير المراكز الترفيهية وعقد شراكات عالمية في قطاع الترفيه للوصول إلي 450ناديا في 2020 وتخصيص أراض لإقامة المتاحف والمسارح ودعم الموهوبين من الكتاب والمخرجين والفنانين مع تخصيص مساحات واسعة من الشواطئ للمشروعات السياحية . تضمنت التعديلات الوزارية دمج وزارتي العمل والشئون الاجتماعية وإلغاء وزارة المياه والكهرباء وتعديل مسمي وزارة الحج إلي وزارة الحج والعمرة ،وشملت التعديلات إعفاء علي النعيمي من منصبه، وتعيين خالد الفالح وزيرا للطاقة والصناعة والثروة المعدنية وتعيين توفيق الربيعة وزيرا للصحة ،وتعيين ماجد القصبي وزيرا للتجارة والاستثمار وإنشاء هيئة عامة للثقافة يرأسها وزير الإعلام والثقافة. ووصف المراقبون هذه الخطوات بالجيدة والمهمة في هذه اللحظة الفارقة في ظل المتغيرات الدولية التي تشهدها المنطقة والعالم والبحث عن سبل مسايرة هذه المتغيرات الدولية والوصول الي سياسة السوق المفتوح علي جميع الاتجاهات، والبحث عن أفضل الطرق للاستثمار الداخلي والخارجي وصولا إلي مستقبل وغد مشرق، ويعظم من إيرادات المملكة دون الاعتماد علي مصدر وحيد للدخل والعمل بكل السبل علي راحة المواطن السعودي وزيادة معدلات دخله السنوي ليتماشي مع المعدلات العالمية، ليس هذا فحسب بل يعمل القائمون علي شئون إدارة الدولة السعودية علي الارتقاء فكريا وتعليميا بالمواطن السعودي والاهتمام به رياضيا وفنيا، والبحث عن وسائل ترفيهية لإدخال السعادة والبهجة إلي داخل كل بيت سعودي. ونحن بدورنا نثمن ما اتخذه العاهل السعودي من إجراءات لوضع المملكة علي الطريق الصحيح كنموذج للدولة العصرية التي تنوع من مصادر دخلها وتحاول تحسين أحوال مواطنيها المالية والمعيشية والبحث عن وسائل ترفيهية لإدخال البسمة علي شفاه المواطن السعودي ،ونحن تحت قيادة الرئيس السيسي علي الدرب سائرون لتخفيف العبء عن المواطن المصري اللهم وفق قيادتي البلدين للوصول إلي ما يتمنياه لشعبيهما. لمزيد من مقالات فهمي السيد