مع ظهور جهاز التليفزيون فى منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، خشى الجميع على مستقبل الصحافة الورقية، وكان ذلك هو التحدى الأول الذى واجهته الصحافة الورقية تجاه هذا الصندوق السحرى الجديد الذى يهدد عرشها، ولكن مع التقنية الجديدة فى الطباعة واستخدام الصور الملونة والاهتمام بالخبر وتحليله وبشبكة المراسلين المنتشرين فى كل دول العالم لمتابعة الأحداث عن كثب، قدمت الصحافة الورقية وجبة دسمة لا يستطيع القارئ الاستغناء عنها، خاصة أنه يستطيع العودة للجريدة كلما أراد ذلك، بينما فى التليفزيون فسريعا ما تختفى المادة بمجرد عرضها، ومع ظهور عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، اتجهت معظم المؤسسات الصحفية والإعلامية إلى النشر الإلكترونى لمطبوعاتها التقليدية الورقية، وأصبحت الصحف والمجلات خاصة العلمية والموسوعات الورقية تصدر الآن فى شكل إلكترونى فى صورة أقراص مدمجة أو شريحة ذاكرة لا تتعدى حجم علبة كبريت صغيرة، بالإضافة إلى نشرها على شبكة الإنترنت مع برامج تتيح سهولة البحث والعرض والإسترجاع والحفظ أو الحذف والإضافة والايضاح التفاعلى صوتا وصورة، وكان هذا هو التحدى الثانى الخطير الذى تواجهه الصحافة الورقية التقليدية، والذى قابلته بإنشاء مواقع وبوابات الكترونية لصحفها بجانب طبعاتها الورقية، والسؤل: هل تصمد الصحافة الورقية أمام التطور التكنولوجى الهائل للرقمنة الإلكترونية؟!.. والشاهد أن الصحافة الورقية ستظل قائمة، كما بقى وصمد الكتاب الورقى أمام الكتاب الإلكتروني، وستبقى الوسيلتان الورقية والإلكترونية تسيران جنبا إلى جنب كمصادر أساسية لنقل المعلومات والمعرفة حسب ميول الفرد ورغباته. إبراهيم عبدالموجود الدقى جيزة