يُعتبر حريق القاهرة في 26 من يناير عام 1952، من أشهر الحرائق في العصر الحديث، حيث التهمت النيران من قلب العاصمة نحو 700 محل وسينما وفندقً ومكتب وناد في شوارع وميادين وسط المدينة، كما أسفر عن مقتل 26 شخصًا، وبلغ عدد المصابين بالحروق والكسور 552 شخصًا، كما أدي إلي تشريد عدة آلاف من العاملين في المنشآت التي احترقت. وما أشبه الليلة بالبارحة فقد شهدت مصر خلال الأسبوع الماضي، العديد من الحرائق المتتالية يوميا في عدد من المناطق المختلفة بالقاهرة والجيزة، بل امتدت لتشمل عددا آخر من محافظات مصر، وكان أبرزها حريق ميدان العتبة، وأدي تكرار حوادث الحريق في مصر خلال الفترة الأخيرة إلي ردود أفعال علي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهم البعض السلطات بالتقصير فيما قال آخرون إن معارضين للنظام هم من تسببوا فيها، كما ذهب بعض الشخصيات العامة إلي توجيه الاتهام الصريح وتحميل مسئولية تلك الحرائق إلي جماعة الإخوان الإرهابية بأنهم من يقومون بإشعال الحرائق في مصر، لافتين إلي حالة التشفي التي يظهرونها علي وطنهم في قنواتهم الفضائية، التي يبثها الإخوان من تركيا ضد مصر عقب كل حريق يشب في البلد. وشهدت محافظات مصر، الاثنين الماضي، سلسلة متتالية من الحرائق المروعة، التي خلفت الكثير من الخسائر، وأزهقت العديد من الأرواح، ومئات المصابين، وكانت أبرز تلك الحرائق وأضخمها، هو حريق شارع الرويعي بالعتبة، بوسط البلد،، الذي استمر لأكثر من 12 ساعة والتهم 200 محل تجاري و150 «فرشًا للباعة الجائلين»، و70 مخزنًا للبويات، بالإضافة إلي احتراق ما يقرب من 40 شقة سكنية، والذي نتج عنه إصابة أكثر من 79 مواطنا وتفحم ثلاثة مواطنين، كما نشب حريق، في مستشفي قصر العيني في بعض المخلفات وتمت السيطرة عليه كما اندلع حريق بمنطقة الغورية وإلتهم 6 محال لبيع الاقمشة كما شب حريق آخر بمكتبين داخل مبني محافظة القاهرة ، كما تم اخماد حريق داخل سوبر ماركت بمنطقة العباسية ، كما اندلع حريق بمنطقة الطوابق بفيصل، بكمية من المخلفات والسيطرة علي حريق شبَّ بأحد المطاعم بمنطقة الدقي . كما تمت السيطرة علي الحريق الذي اندلع بمزرعة نخيل بالواحات البحرية علي مساحة 21 فدانًا وتمكنت قوات الحماية المدنية في الشرقية، من السيطرة علي حريق بأحد أفرع «النساجون الشرقيون» والسيطرة علي حريق كبير شب في مناطق واسعة من مقلب قمامة في منطقة الروبيكي بالعاشر من رمضان . وفي المنيا لقي شخص مصرعه وأصيب آخر في اندلاع حريق ضخم بإحدي الوحدات السكنية، وفي سوهاج، نشب حريق في 4 منازل متجاورة بنجع «العرايا»، ويرجح أن يكون سببه ماس كهربائي ،كما تمت السيطرة علي حريق شب بجراج بشبين القناطر، مما أسفر عن إصابة شخص ،كما لقي طفلان مصرعهما، وأصيب 3 آخرون، وذلك بعد أن نشب حريق في أحد المنازل، بقرية ونينة الشرقيةبسوهاج ، ونشب حريق بمصنع ل«الفوم» في محافظة الدقهلية، كما تمكنت قوات الحماية المدنية بالسويس، من إخماد النيران التي اندلعت بمصنع الشركة العربية للزجاج الدوائي ، كما اندلع حريق في مصنع أثاث «الجناح الذهبي» الذي يعمل في تصنيع الكونتر والنشارة والأثاث بالمنطقة الصناعية بمدينة دمياط الجديدة. وحول أسباب اندلاع الحرائق ، قال اللواء ممدوح عبد القادر، مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة السابق، إن معدل الحرائق طبيعي، لكن تم التركيز بشكل كبير بسبب حريقي العتبة والغورية ومحافظة القاهرة ، ومعظم الحرائق الأخري كانت صغيرة وتم السيطرة عليها، وأسباب الحريق هي الكهرباء و التوصيل العشوائي لها، وشراء واستخدام أجهزة ووصلات كهربائية غير مطابقة للمواصفات بالإضافة للاستخدام الخاطئ لها، وكذلك الاستخدام الخاطئ للأجهزة التي تعمل بالغاز، كأسطوانات البوتاجاز أو غيرها، والمواد الكيمائية والكيماوية، واحتكاك الآلات ببعضها البعض، بالإضافة إلي عبث الأطفال وشدد علي ضرورة وجود اشتراطات الوقاية من الحرائق واتباع الأصول الفنية في التخزين ملفتا إلي خطورة الاعتماد علي طفايات الحريق اليدوية، كمصدر واحد للسيطرة عليه، حيث يلزم أن يكون هناك أكثر من وسيلة أو مصدر بديل للإطفاء في المكان الواحد. وأكد اللواء مجدي الشلقاني، مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة ضرورة قيام المحليات بدورها المنوط به ورفع الإشغالات التي تعيق وصول سيارات الإطفاء أو الإسعاف لموقع الحادث، مشددا علي التزام أصحاب النشاط التجاري والصنعي باشتراطات الوقاية من الحريق والوسائط المناسبة التي تحددها الحماية المدنية. ويبقي السؤال، متي يتم إنهاء مسلسل الحرائق المستمر في مصر، ومتي يتم تحديد الفاعل ومحاسبة الجاني المتسبب فيها، أم ستظل تلك الحرائق المستمرة تقيد جميعها ضد مجهول أو بسبب ماس كهربائي أدي إلي اشتعالها ؟.