تسابق الأجهزة الأمنية بالقاهرة وبالتعاون مع قطاع الأمن العام والأمن الوطنى الزمن لكشف واقعة الهجوم المسلح على قوة أمنية بحلوان مما أدى لأستشهاد ثمانية من رجال الشرطة ، اغتالتهم يد الإرهاب الاثمة أمس الأول ، وأمطرتهم باسلحة آلية أثناء استقلالهم إحدى السيارات المسروقة ، وقطعوا الطريق على سيارة الشرطة أثناء توقفها بأحد الشوارع بحلوان ، انتظارا لقدوم أحد أفراد الشرطة للتحرك فى المأمورية المكلفين بها. حيث كشفت التحريات الأولية والتى يقودها فريق الأمن العام بإشراف اللواء السيد جاد الحق مديرقطاع الأمن العام عن أن المجموعات المسلحة التى هاجمت القوات تتراوح مابين 4 الى 6 أفراد مسلحين بالبنادق الآلية وكان معهم مدفع " جرينوف" ، على السيارة "ربع نقل" والتى هاجموا بها القوة ولم تكن بها لوحات معدنية ، وأشارت التحريات إلى أن الجناة هربوا بالسيارة فى منطقة عرب أبو ساعد وهى متاخمة لحدود الجيزة ومن المرجح أنهم اختبأوا فى المنطقة الجبلية بالصف . وأكد مصدر أمنى أن قوات من العمليات الخاصة من الأمن المركزى تحاصر المنطقة الجبلية من جميع الجهات لتضييق الخناق عليهم ومنع هروبهم إلى مناطق أخرى خارج القاهرةوالجيزة . كما يكثف فريق من البحث الجنائى بالقاهرة بإشراف اللواء هشام العراقى مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة وبقيادة اللواء عبدالعزيز خضر مدير المباحث الجنائية جهودهم لضبط الجناة ، حيث تم أمس الأول مداهمة عدة مناطق فى حلوان ومنها عرب أبوساعد وعرب غنيم وعزبة الوالدة ، وتم القبض على نحو 20 من المشتبه بهم ، بينهم عناصر جنائية من الممكن أن يكونوا على علم أو صلة بمرتكبى الواقعة ، إلى جانب فحص العناصر التى تنتمى لجماعة الإخوان الإرهابية من قبل جهاز الأمن الوطنى ، حيث إن حركة إخوانية هى التى أعلنت استهدافها الشهداء بعد علمهم بالمأمورية التى كانوا ذاهبين إليها ورصدوا خط سيرهم وتتبعهم . كما تقوم فرق أخرى من الأمن والبحث الجنائى بإشراف اللواء خالد عبدالعال مدير أمن القاهرة بتوسيع دائرة الاشتباه فى عناصر أخرى ، ومدى وجودهم فى مسرح العمليات قبل الحادث أوبعده ، فالجناة تتبعوا خط السير وعرفوا مكان انتظار السيارة التى كان يتواجد بها الشهداء ، حيث توصل الفريق البحثى إلى وجود كاميرا فى أحد المصانع المجاورة والقريبة من موقع الحادث ورصدت وصورت السيارة والإرهابيين الذين كانوا ملثمين وبحوزتهم الأسلحة النارية ، إلى جانب استيلائهم على أسلحة الضابط والأمناء بعد قتلهم وتصويرهم ، كما تم اكتشاف كاميرا أخرى فى موقع الحادث صورت الواقعة عن قرب وجار فحصها وتفريغها لتحديد هوية المتهمين . وفى السياق نفسه ذكرت مصادر مطلعة أن الخلية الإرهابية التى نفذت الهجوم هى من الخلايا المحترفة فى استعمال السلاح والتخطيط للواقعة ، وهذا ما وضح فى دقة وتفاصيل العملية ، وعنصر المباغتة والمفاجأة فى الهجوم على القوات وقطع الطريق عليهم ومحاصرتهم ، ومن المرجح أنها من الخلايا التى هاجمت مواقع شرطية فى الفترة الأخيرة ومنها كمين البدرشين وحادث أبو النمرس فى الجيزة . وأضاف المصادر أن تلك الخلية ربما تكون على علاقة بالخلية الإرهابية والتى كانت تتبنى الفكر الداعشى وسقطت فى أسيوط منذ نحو شهر تقريبا ، وهو ما يجرى فحصه من خلال الخيوط والمعلومات التى تم التوصل إليها ، مشيرا إلى أن منطقة حلوان بها عناصر إخوانية خطيرة وخلايا نائمة بدأت بالمجموعات النوعية ، ثم العقاب الثورى ، وكتائب حلوان ، وأخيرا حركة المقاومة الشعبية والتى أعلنت تبنيها للحادث ، بمناسبة مرور ألف يوم على فض اعتصام رابعة العدوية ، ففى هذه المنطقة تم مهاجمة قسم التبين وحرقه وتهريب نحو 15 سجينا يوم فض رابعة ، وحصار قسم شرطة حلوان بالأسلحة الآلية ومدافع الجرينوف لأكثر من 18 ساعة متواصلة ومحاولة اقتحامه ، وكذلك حرق نقطة شرطة أخرى ، كما أن تلك الخلايا أحرقت نقطتى شرطة وقتلت ضابطا عام 2014 ، ومحاولة اغتيال أحد القضاة عام 2015. وأكدت المصادر أنه تم توسيع دائرة البحث والأشتباه والتحقيق مع عدد من الضباط والأفراد فى قسم حلوان ، وفحص التليفونات الخاصة بهم قبل الحادث بأربع وعشرين ساعة ويوم الواقعة ، خاصة بعدما أعلنت الحركة الإرهابية أن هناك من باع الشهداء وأرشد عنهم وعن خط سيرهم ، وتلقى الأموال مقابل ذلك ، وتابعت المصادر: إن هناك أجهزة أمنية تبحث وتفحص الفيديو والصور التى وضعها موقع " رصد" الإخوانى ، حيث إنها كانت الجهة الوحيدة التى نشرت عن استهداف الضباط والأفراد بعد الواقعة بقليل ونشرت أسماءهم ، ثم قامت بعرض الصور للشهداء وهم قتلى داخل الميكروباص ، وبثت فيديو ارتكاب المجزرة ، ومن المرجح التوصل إلى من نشر ورفع الفيديو على الموقع للتوصل إلى الإرهابيين الحقيقيين، فالجهات المعنية تحقق فيما نشر وما أعلن من جهات قالت أنها مسئولة عن الحادث ، ويتم فحص وبحث كل المعلومات والأحتمالات .