تنطلق اليوم الجولة الثانية من المحادثات بين القوي الست الكبري و إيران حول البرنامج النووي الإيراني في العاصمة العراقية بغداد, وسط توقعات بحدوث إنفراجة في الأزمة النووية الإيرانية خاصة بعد إعلان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس عن التوصل لاتفاق مع إيران .من شأنه تبديد المخاوف الدولية حول مزاعم امتلاكها مشروعات لتطوير أسلحة نووية. فمن جانبه, أعلن أمانو- في تصريحات صحفية من فيينا عقب ختام زيارته إلي طهران- أن إيران والوكالة توصلتا إلي اتفاق تسمح إيران بموجبه بتقديم مزيد من التعاون في التحقيقات التي تجريها الوكالة منذ سنوات حول الأنشطة النووية المشبوهة في برنامجها النووي, مشيرا إلي أن الاتفاق سيتم توقيعه قريبا. ووصف أمانو نتائج اجتماعاته في طهران بانها' تطور هام',مشيرا إلي أن' بعض الاختلافات' لاتزال قائمة بين الجانبين لكن سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الايرانيين ابلغه انها لن تشكل عقبة أمام التوصل لاتفاق.وأوضح أمانو أن تفتيش موقع بارشين العسكري- وهو يمثل اولوية في تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية- يأتي ضمن الاتفاق. وكان مدير الوكالة الدولية قد صرح بعد اجتماع لأكثر من ساعتين مع جليلي في طهران قائلا' أجرينا محادثات مفيدة في أجواء طيبة وهذه المحادثات سيكون لها تاثير إيجابي قطعا علي المفاوضات بين إيران والقوي الست في بغداد'.وتابع'أنا ملتزم بتسوية القضية عبر الحوار'.ونقلت تقارير إخبارية عن جليلي قوله انه تم احراز' تقدم جيد' في المحادثات وإن التوقعات بالنسبة لتوسيع عمليات التفتيش قد تحسنت. وفي رد فعل أمريكي علي تصريحات أمانو, صرح روبرت وود القائم باعمال المبعوث الامريكي لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه يجب علي إيران التعاون بصورة عاجلة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تحقيقها بشأن انشطة طهران النووية.وقال وود' نقدر جهود الوكالة الدولية لعقد اتفاق حقيقي لكننا لا نزال نشعر بالقلق إزاء التزام طهران العاجل باتخاذ خطوات ملموسة من اجل التعاون الكامل مع الوكالة.'وأضاف أن الولايات المتحدة' علي علم بالحوار الأخير' بين الوكالة وإيران وتتطلع لمعرفة المزيد من التفاصيل. وتابع في بيان' نحث إيران علي انتهاز هذه الفرصة لايجاد حل لكل بواعث القلق المعلقة بخصوص طبيعة برنامجها النووي.و التعاون الكامل والشفاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو أول خطوة منطقية.' وفي سياق متصل, ذكرت صحيفة' ديلي تليجراف' البريطانية أمس أن إيران عززت الآمال بأن المحادثات الدولية بشأن انشطتها لتخصيب اليورانيوم توشك أن تحقق انفراجة حيث أعلن المفاوضون تقدما في المحادثات أمس بشأن أمكانية وصول المفتشين الدوليين إلي المنشآت محل الخلاف. ووصفت الصحيفة زيارة أمانو إلي إيران لاول مرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات بأنها' فأل خير' لاستعداد ايران لتقديم تنازلات في محادثات بغداد. ومن جانب آخر, شددت إسرائيل أمس لهجتمها تجاه إيران عشية انعقاد المحادثات النووية بين إيران ومجموعة(5+1) في بغداد, حيث دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو القوي الغربية إلي عدم التساهل مع إيران وأن تقدم مطالب واضحة وحازمة منها خلال المحادثات, مشيرا إلي أن طهران تعمل علي امتلاك السلاح النووي سعيا منها لإبادة إسرائيل. وجدد نيتانياهو في تصريحات أوردتها الإذاعة الاسرائيلية ونقلتها الصحف الإسرائيلية- شروط إسرائيل للمحادثات وهي أن توقف إيران جميع أنشطتها النووية و التخلص من جميع اليورانيوم المخصب المتواجد داخل أراضيها وتفكيك مفاعل فوردو الواقع تحت الارض بالقرب من مدينة قم. وقال' بهذه الطريقة فقط سنتأكد أن طهران لن تمتلك سلاحا نوويا.. هذا هو موقف إسرائيل ولن يتغير'.وأضاف نيتانياهو أن إيران تسعي لامتلاك سلاح نووي لإباده إسرائيل مشيرا إلي تصريحات رئيس أركان الجيش الإيراني قال فيها إن إيران يجب أن تدمر إسرائيل. وتابع قائلا' إن إيران تهدد إسرائيل والسلام العالمي ويجب علي القوي الكبري أن تواجه بحزم هذه النوايا الشريرة, وعليها أن لا تظهر أي ضعف أو تنازلات في مواجهة إيران بل تقدم مطالب واضحة لا لبس فيها'. وكان نيتانياهو قد التقي مع الوزيرة الأمريكية لشئون الأمن القومي جانيت نابوليتانو في مكتبه بالقدس الغربية بحضور سفير إسرائيل في واشنطن مايكل اورين والسفير الأمريكي لدي إسرائيل دان شابيرو, حيث تناول الاجتماع تطورات عملية السلام والملف النووي الايراني. ومن جانبه, رجح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن إيران ستحاول إظهار تحقيق تقدم' وهمي'خلال جولة المباحثات الجديدة مع مجموعة دول(5+1).