الدول الغربية أخذت تتنبه إلى تسرب إرهابيين من تنظيم داعش إلى خارج المنطقة التى كان التنظيم يتركز فيها فى سوريا والعراق، خصوصا خطورة زحف أفراد من داعش إلى ليبيا وتمركزهم فيها بهدف تحويلها إلى موقع يهدد جميع الدول المجاورة ويدفع بأفراد منه إلى أوروبا. وهذا التوجه بكثافة من داعش نحو ليبيا أصبح موضوع مناقشات على أعلى مستوى فى العواصم الأوروبية وفى واشنطن. جون برين، مدير وكالة المخابرات المركزية، تحدث أمام لجنة فى مجلس الشيوخ وقال، أن ليبيا أصبحت منطقة جذب لأفراد ليسوا فقط من داخل ليبيا، بل قادمين من دول أخرى سواء من داخل قارة أفريقيا أومن خارجها . وفى الوقت الذى يجرى فيه هذا التصعيد فى داعش تجاه ليبيا، طالب كثير من كبار المستشارين العسكريين والمخابراتيين الرئيس باراك أوباما، بالموافقة على اإستخدام القوة بصورة كبيرة، لقوات عسكرية أمريكية فى ليبيا، ولفتح جبهة أخرى فى مواجهة داعش. لكن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قالت أن المسئولين فى الإدارة الأمريكية، كشفوا عن أن باراك أوباما يفكر كثيرا، حول كيفية إتخاذ قرار بالبدء فى عملية عسكرية فى ليبيا، ومعنى ذلك أن أوباما متردد فى الإستجابة لنصائح مستشاريه العسكريين. وتقول الصحيفة أن تنظيم داعش فى ليبيا هو الأن أخطر المنظمات الثماني التابعة لداعش، وذلك طبقا لما يقوله مسئولو مكافحة الإرهاب فى الولاياتالمتحدة. وهناك أيضا تصريح لمبعوث أوباما فى التحالف الذى تقوده الولاياتالمتحدة، بريت ماكجورك، قال فيه أن داعش تحاول إقامة كيان على مستوى الدولة الليبية، كما أن التنظيم بدأ فى دفع أفراد من أفريقيا نحو ليبيا، لإيجاد مصدر جديد لتجنيد إرهابيين وضمهم إليه. كما قال أيضا الكولونيل لمينو، من كبار ضباط المخابرات فى النيجر، أن بلاده زادت من دوريات حراسة حدودها لردع التهديدات القادمة من ليبيا المجاورة لها. ونقلت نيويورك تايمزعن الكولونيل موسى مبوب، من كبار ضباط الجيش فى السنغال، أن ما يحدث الأن هو تهديد عالمى وليس محصورا داخل حدود دولة. ويقول مسئولو أجهزة المخابرات الأمريكية، أن هناك أدلة متزايدة عن أن تنظيم داعش إتجه إلى جماعة بوكو حرام فى فى نيجيريا، والتى إرتبطت به، بعد أن كانت مرتبطة فى الماضى بتنظيم القاعدة، لكى يقوم بوكو حرام بإقناع المقاتلين الشباب التابعين للقاعدة فى شمال غرب أفريقيا وأيضا أعضاء تنظيم الشباب فى الصومال، لكى يتحولوا بولائهم إلى تنظيم داعش. إن تنبيه الغرب لخطورة الإرهاب فى ليبيا جاء متأخرا، بالرغم من أن مصر كانت سباقة فى التنبيه لهذا الخطر، ودعت دول العالم للتعامل مع خطر الإرهاب فى ليبيا بإعتباره تهديدا دوليا للجميع. والآن ومع تزايد الخطر بدفع تنظيم داعش لعناصر من مناطق مختلفة الوجود فى ليبيا، فإن من المهم أن يتخلى الغرب عن موقفه السابق من عدم الإستجابة للمطالب بتسليح الجيش الوطنى الليبى، وأن يتوقف هذا التردد فى إتخاذ خطوات لابد منها، خاصة وأن هذا الوجود الإرهابى المتزايد فى ليبيا لم يعد يهدد الدول المجاورة لها فقط، بل يهدد بنقل الإرهاب إلى الدول الغربية ذاتها، وربما كانت أخر مظاهره الهجوم الإرهابى الذى وقع فى بلجيكا مؤخرا.