في اجتماع خاص لمجلس الأمن بنيويورك منذ أيام حول السلام والأمن في العالم وجه وزير الخارجية سيرجي لافروف للولايات المتحدة اتهامات بأنها تعمل علي نشر الفوضي بالشرق الأوسط وتشجيع التطرف في المنطقة لإشباع رغباتها في الهيمنة علي العالم. كما اتهمها باستخدام القوة بشكل أحادي لتحقيق مصالحها الخاصة وان كل ذلك أغرق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في دوامة من الفوضي وانعدام الاستقرار ومهد الأرضية للتطرف ووصف وزير الخارجية الروسي مجلس الأمن بأنه غرفة تسجيل القرارات المتخذة في واشنطن واتهم المجلس بالابتعاد عن دوره الأساسي لحفظ السلام والأمن في العالم. وبغض النظر عن الخلافات الأمريكية الروسية بشأن العديد من القضايا الدولية فإن ما قاله لافروف لم يتجاوز الحقيقة حيث سبق أن أعلنت أمريكا عن استراتيجيتها لنشر الفوضي الخلاقة بالمنطقة. والمراقب المحايد لما يجري في العالم والشرق الأوسط والتدبر المتعمق لما تدور رحاه في المنطقة وغيرها يكشف إلي حد بعيد كيف ان السياسة الخارجية الأمريكية لا يهمها سلام العالم ولا أمنه وإنما ترمي أولاً وأخيرا إلي تحقيق الأهداف الاستراتيجية الأمريكية دون أدني اعتبار لوسائل تحقيقها.. فما هي هذه الأهداف وما هي الوسائل؟؟ المعروف للقاصي والداني ان أمريكا تهدف إلي مجموعة من الأهداف المعلنة بخلاف الأهداف غير المعلنة لسياستها الخارجية ومن بين هذه الأهداف ما يلي: ضمان أمن اسرائيل. ضمان التفوق العسكري الاسرائيلي علي جميع دول المنطقة. تسويق السلاح الأمريكي للدول التي تملك المال لشرائه. ضمان تدفق إمدادات البترول اللازمة لدوران عجلة الاقتصاد الأمريكي وبأسعار متدنية. ضمان السيطرة علي الخامات المعدنية الثمينة والتي تحتاجها التكنولوجيا الحديثة. الإطاحة بنظام الأسد. نشر ما يسمي ب "الفوضي الخلاقة" بالمنطقة. كيف يمكن أن تحقق الولاياتالمتحدة هذه الأهداف وما هي الوسائل اللازمة لتحقيقها؟ ربما تلجأ واشنطن إلي من يحقق لها أهدافها من داخل دائرة السلطة في الدول المعنية وهذا قد يصطدم بالإرادة الشعبية ولا يتفق مع المصلحة الوطنية ويشكل تهديداً للأنظمة التي تبدي الخضوع الكامل للإرادة الأمريكية. هنا تصبح السلطة المعنية بالدول المستهدفة بين شقي الرحي فإما أن تميل للإرادة الشعبية والمصلحة الوطنية فيحدث الصدام مع الولاياتالمتحدة أو انها تميل لتنفيذ الأجندة الأمريكية فتصطدم بالإرادة الشعبية أو انها تحاول اتخاذ سياسات مزدوجة فتحاول ارضاء أمريكا تارة وإرضاء الإرادة الشعبية الرافضة للهيمنة تارة أخري لكن هذه السياسات لا تدوم طويلاً وسرعان ما تتكشف. لكن ماذا لو كان انحياز حكومات الدول للإرادة الشعبية والمصلحة الوطنية مقدما علي ما عداه ولا يتفق مع الاستراتيجية الأمريكية؟؟ الإجابة معروفة وهي تجنيد بعض ضعاف النفوس للعمل ضد النظام الحاكم وإثارة القلاقل والفوضي وزعزعة الاستقرار لترويض القائمين علي الحكم للسير في فلك أمريكا أو أن تأتي بمن يواليها وينفذ أهدافها علي حساب الوطن ومصالحه ولعل ما نعرفه من تدخلات أمريكية للإطاحة بنظام الحكم التي لا ترضي عنها أقل كثيرا مما لا نعرفه وليس ببعيد عن الأذهان خطة اصطياد الديك الرومي التي حاولت المخابرات المركزية الأمريكية تنفيذها ضد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في أعقاب صفقة السلاح التشيكي ورفض شروط البنك الدولي الخاصة بتمويل السد العالي. المناطق الملتهبة وبنظرة سريعة إلي المناطق الملتهبة في العالم وفي الشرق الأوسط بشكل خاص نجد الآتي: "تنظيم داعش الإرهابي" يثير الاضطرابات في العراقوسوريا ويسيطر علي مناطق كبيرة غنية بالبترول علي الحدود المشتركة بين الدولتين وكذلك ينشر الفوضي الخلاقة وفي المناطق التي يسيطر عليها بليبيا يستحوذ علي جزء كبير من انتاج البترول. كما تسعي بعض الفصائل التي تنتمي إليه دون جدوي للسيطرة علي مناطق في شمال سيناء وإعلان إقامة ولاية سيناء حسبما ورد في بعض الأشرطة المسجلة وما العمليات الارهابية الخسيسة التي ترتكب بحق الجنود المصريين هناك سوي جزء من الاستراتيجية الأمريكية لاستنزاف وإجهاد جيوش المنطقة لصالح التفوق العسكري الاسرائيلي والسعي لمعاقبة مصر علي التوجه المستقل في سياساتها التسليحية والاستراتيجية. وتنظيم داعش الإرهابي ينفذ السياسة الأمريكية في ثلاثة اتجاهات حسب الأهداف المعلنة الأمريكية وهي تكريس تقسيم العراق طبقاً للخريطة الجديدة للمنطقة والسيطرة علي منابع البترول وضمان وصوله لتغذية ماكينة الصناعة والاقتصاد العملاقة لدي الغرب بوجه عام وأمريكا علي وجه الخصوص وكذلك ضرب الاقتصاد الروسي الذي يعتمد علي الصادرات البترولية إلي حد كبير حيث هبطت الأسعار العالمية للبرميل إلي 50 دولارا بعد ان كانت تتجاوز المائة دولار للبرميل وذلك نتيجة لقيام التنظيم بفروعه المختلفة في العراق والشام وليبيا ببيعه بأسعار تقل عن عشرة دولارات لتمويل عملياته الإرهابية في المنطقة. وحسبما هو معلن أيضاً فإن الولاياتالمتحدة تريد الإطاحة بنظام الأسد باعتباره نظاما إرهابيا من وجهة النظر الأمريكية وهي تستغل داعش كما تدعي في محاربته فكيف إذن تحارب أمريكا والغرب تنظيم داعش أو تقضي عليه إذا كانت فعلا تريد اسقاط الأسد؟؟ ثم كيف تقضي علي داعش وهو التنظيم الذي يعمل علي استنزاف الجيوش النظامية بالمنطقة واضعافها لصالح التفوق العسكري الاسرائيلي؟؟ ولعل ما يتسرب من معلومات وأخبار لا تجد لها حظاً في الإعلام الغربي أو يتم التستر عليها حول ما يقوم به الغرب من تزويد التنظيم الارهابي في بلاد الرافدين والشام بالسلاح وقيام الطائرات الغربية البريطانية والأمريكية بنقل السلاح للتنظيم وعدم نفي المسئولين الغربيين لهذه الأخبار لهو أكبر دليل علي السياسة المزدوجة التي يتبعها الغرب بقيادة واشنطن والنفاق الصريح في التعامل مع قضايا المنطقة. الحوثيون وبوكو حرام لقد أعلن تنظيم الحوثيين استيلاءه علي السلطة في اليمن وانتقل الرئيس الشرعي إلي عدن في الشطر الجنوبي للبلاد. الأمر الذي يهدد بانقسام اليمن إلي دولتين ويثير الفوضي في منطقة شبه الجزيرة العربية. وبالرغم مما يتردد عن ان التنظيم تموله إيران ليصبح شوكة في ظهر الدول الخليجية فهو من جانب آخر يشكل عامل ضغط علي هذه الدول لتشتري مزيدا من الأسلحة من أمريكا والغرب اتقاء لأية تهديدات لحدودها أو لمجابهة أية جماعات قد تتبني النهج نفسه أو تحاول نشر الأفكار الارهابية الهدامة داخل هذه الدول وبالتالي فإن إثارة الاضطرابات والقلاقل في شبه الجزيرة العربية يصب في صالح أمريكا والغرب سواء في تسويق السلاح أو ضرب أسعار البترول. القاعدة نفسها تنطبق علي تنظيم بوكو حرام في نيجيريا والأعمال الإجرامية التي يرتكبها والتي جرت دول المنطقة إلي حرب اقليمية تضم خمسة بلدان أخري هي تشاد ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا في منطقة الساحل الافريقي حيث يتوفر في هذه الدول خامات معدنية استراتيجية تحتاجها التكنولوجيا الحديثة كالنحاس والقصدير واليورانيوم وتترك أمريكا لحليفها الفرنسي مهمة إدارة الأزمة هناك ضمن لعبة تقسيم الأدوار والغنائم فيما يبدو بين أعضاء حلف الناتو وتوزيع مناطق النفوذ فيما بينهم. هذه الحرب الجديدة ضد كيان إرهابي غامض آخر في افريقيا تتستر بحملة دعائية كاذبة تتخفي في ثياب المثل الإنسانية وتستغل كسحابة من الدخان لتجنب مواجهة الأسباب الحقيقية للإرهاب ولتبرير غزو عسكري جديد. والحقيقة ان هناك ضحايا لبوكو حرام لكن هدف التدخل الغربي في افريقيا ليس لإنقاذ هؤلاء الضحايا. بوكو حرام موجودة في شمال نيجيريا أكثر الدول الافريقية سكانا وأكبرها اقتصادا.. كما ان نيجيريا أكبر منتج للبترول في القارة وبها 3.4% من احتياطي البترول الخام في العالم. وفي مايو 2014 نشرت مجلة "أفريكان رنيسانس" تقريرا متعمقا عن بوكو حرام وتساءلت فيه عما اذا كان هذا التنظيم عملية سرية أخري من عمليات المخابرات المركزية الأمريكية للسيطرة علي نيجيريا والمنطقة. تلك هي قضية بوكو حرام وما يثار حولها من تقارير واسعة النطاق يروج لها مجلس الاستخبارات الأمريكي حيث يشير إلي أن تفكك نيجيريا أكبر دولة إسلامية في افريقيا وتقسيمها سيكون خلال .2015 وبلا أدني شك فإن بوكو حرام يعمل لصالح الأجندة الأمريكيةوالغربية الرامية للسيطرة علي موارد الطاقة بأبخس الأسعار اضافة للموارد المعدنية الثمينة بالدول المجاورة والسعي لمنع روسيا والصين من ايجاد موطئ قدم لهما في هذه المنطقة وتوريط دول المنطقة في الحرب ضد بوكو حرام ليس مقابل العمل علي تنمية هذه الدول وانتشالها من حالة التخلف والفقر لإجبارها علي شراء السلاح الغربي كي تحارب هذا التنظيم الذي يعد امتدادا لتنظيم داعش. فإذا عدنا إلي داعش في ليبيا سنجد انه لا يختلف عن داعش العراقوسوريا ولا عن بوكو حرام سواء في ارتكاب الجرائم اللاإنسانية أو في العمل علي تقسيم الدول الشقيقة ضمن الخريطة الجديدة للمنطقة أو انهاك الجيوش النظامية بالمنطقة لصالح اسرائيل خصوصا الجيش المصري. ناهيك عن السعي إلي تقسيم مصر نفسها بعد أن فشلت الخطة الأمريكية من خلال ما يسمي بالربيع العربي في ذلك ولا ريب في ان الهدف الأول والأخير لقتل المصريين الأقباط هناك كان تأليب الأقباط علي الدولة ودفعهم للسخط علي النظام. وبلا أدني شك فإن الحرب التي تدور رحاها بين التنظيم والقوات الحكومية في ليبيا لابد أن تحتاج إلي السلاح والسلاح يأتي من الغرب ومعني ذلك ان أموال الشعب الليبي الشقيق تتدفق علي خزائن شركات السلاح الأمريكية في حين تبيع أمريكا والغرب أدوات الموت والدمار لليبيين وهنا يضطر المتصارعون هناك لبيع البترول الليبي بأبخس الأسعار وانتاج أكبر الكميات منه لمواجهة تكاليف القتل والتدمير لتأتي الشركات الأمريكيةوالغربية بعد ذلك لتقديم العطاءات لإعادة الإعمار وهذا أحد أسباب عدم تحمس أمريكا والغرب لاتخاذ موقف أو التدخل العسكري في ليبيا!! تحالف خادع وضربات وهمية لقد فشلت الولاياتالمتحدة في تقسيم العراق بعد احتلاله بالقوة العسكرية والإطاحة بصدام حسين لذا لجأت إلي الاستراتيجية الحالية لتحقيق هذا الهدف ليس من خلال الحكومة العراقية بل بواسطة تنظيم داعش. هذه الخطة كان قد تم الإعداد لها مسبقاً قبل لقاء جمع جون ماكين وأبو بكر البغدادي. وفي انتهاك للاتفاقية الموقعة بين العراقوالولاياتالمتحدة لم تتدخل البنتاجون وسمحت للإمارة الاسلامية باستمرار عدوانها وارتكاب المذابح وبعد أن ثار الرأي العام العالمي في أعقاب الانسحابات المتتالية من جانب القوات العراقية والبشمرجة الكردية أمام قوات داعش دون قتال اضطر أوباما لإصدار أوامره بقصف مواقع الإمارة. شهد شاهد من أهلها بن واطسون كاتب متخصص في شئون الدفاع وخدم خمس سنوات في الجيش الأمريكي وفاز بجائزة التصوير التليفزيوني للمعارك وكان مستشار العمليات الخاصة في شمال أفغانستان كتب مقالا علي موقع "ديفنس وان دوت كوم" الأمريكي في 11 أغسطس الماضي قال فيه ان ما نريده هو معرفة حقيقة ما يجري في العراق وأبدي حيرته من التصريحات المتضاربة للمسئولين الأمريكيين حول الحرب علي داعش. ثم استشهد بما قاله وزير الدفاع الأمريكي في ذلك الوقت تشاك هاجل الذي كان في زيارة لاستراليا عندما قصفت الطائرات الأمريكية بعض مواقع داعش حيث قال هاجل ان الضربات كانت فعالة جدا طبقاً للتقارير التي تلقيناها من أرض الواقع وقارن بن واطسون هذا التصريح بما ذكره اللفتنانت جنرال وليم مايفيل مدير العمليات بهيئة الأركان المشتركة الذي أبلغ الصحفيين بأن هذه الضربات ليس من المحتمل أن تؤثر علي القدرات الكلية لداعش أو علي عملياتها في مناطق أخري من العراقوسوريا. وكتب واطسون يقول ان مايفيل قال ان الضربات الجوية ستصبح أكثر صعوبة مع تكيف مقاتلي داعش مع الضربات الأمريكية وأضاف ان إحدي المشكلات هي ان مقاتلي التنظيم الارهابي كانوا من قبل في مناطق مفتوحة والآن باتوا ينتشرون بين المدنيين واننا سوف نحتاج لحماية سفارتنا وحماية مواطنينا الأمريكيين وتخفيف هذا الحصار وحماية تلك الطائرات التي تقدم الدعم لنوري المالكي. من يدقق في تصريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة التي ذكرها واطسون ألا يجد انه يقدم المبررات لعدم القتال ضد داعش العراق مثلما يفعل الأمريكان حالياً مع داعش ليبيا؟ بالتزامن مع ذلك قال الرئيس الأمريكي أوباما ان الولاياتالمتحدة لن تعالج مشكلات العراق بمفردها هذه أيام صعبة في العراق البلد الذي واجه الكثير من التحديات في التاريخ الحديث وأنا متأكد من انه سيواجه تحديات عديدة قادمة حسب تعبير أوباما لكن مع استمرار الولاياتالمتحدة في يقظتها حيال التهديدات التي تشكلها داعش لشعبنا فإننا مستعدون للمشاركة مع العراق في حربها ضد هذه القوي الارهابية ولا جدال في ان هذا الجهد سيشهد تقدما لو استمر العراقيون في بناء التقدم الذي يحدث حالياً واجتمعوا معا لتعزيز حكومة جديدة تشمل كل الأطياف!!! ولا أعتقد انه من الصعب علي القارئ الكريم أن يتأمل هذا الكلام الصادر عن أوباما ويفسر مضمونه فأين هذا التقدم الذي سيتحقق علي أيدي الحكومة العراقية وأراضي البلاد ممزقة بين الحكومة المركزية وأراضي الحكم الذاتي للأكراد والمناطق التي تسيطر عليها داعش؟ من يسلح الأكراد؟ ونقل واطسون فقرة من تقرير لوكالة أسوشيتدبرس ذكرت فيه الولاياتالمتحدة بدأت في تسليح الأكراد لكن الإدارة الأمريكية لم توضح ما إذا كانت البنتاجون أم المخابرات المركزية الأمريكية أم بعض الوكالات الأمريكية الأخري هي التي تمد الأكراد بالسلاح ويوجد للولايات المتحدة قنصلية في اربيل وأقامت مركزا مشتركا للعمليات هناك كجزء من المهمة الاستشارية لها في العراق والتي قال أوباما انه سيحميها. ماذا تعني الفقرة السابقة من تقرير واطسون؟ أليس في ذلك اعترافا صريحا بالتدخل السافر من أجهزة المخابرات الأمريكية في المنطقة؟ وهل تمد أمريكا الأكراد بالسلاح دون مقابل أم ان الثمن هو شحنات بترولية تتجه للموانئ الأمريكية؟ ثم ألا يصب تسليح الأكراد في صلب عملية تقسيم العراق وتفتيته؟ وفي تقرير آخر نشره موقع جلوبال ريسيرش تم توجيه اتهامات للسفارة الأمريكية ببغداد علي انها مركزة القيادة والسيطرة لداعش وسبق أن صرح عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلي بالعراق بأن قوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لم يكن لها دور بارز في المناطق الحيوية التي تمثل أهمية استراتيجية بالنسبة لداعش. وحسبما سبق وان صرح وزير الخارجية الروسي فإن الولاياتالمتحدة لو كانت تريد حقا هزيمة داعش لكان عليها التنسيق والتحالف مع القوي الاقليمية ويمكن لمثل هذا التحالف أن يضعف داعش إلي حد بعيد لكن الأمر يتعلق بالسعي الأمريكي لتغيير النظام في سوريا تحت ستار محاربة الإرهاب وليس القضاء علي داعش وتشير بعض التقارير إلي أنه يمكن استئصال شأفة داعش بعد أن يتحقق الهدف الأمريكي أو إذا انقلبت القوي الاقليمية علي الأجندة الأمريكية. حرب مصطنعة نعم هناك حرب تدور رحاها علي الأرض بين التحالف وداعش لكنها حرب مصطنعة يسعي من خلالها الناتو لفرض سيطرته علي طرفي الصراع وطبقاً لأرقام وزارة الدفاع الأمريكية فإن التكاليف المعلنة لهذه الحرب منذ 28 أغسطس 2014 إلي 30 يناير 2015 بلغت 1.5 مليار دولار أو 8.4 مليون دولار يومياً فمن أين تحصل أمريكا علي هذه الأموال؟ وهل يمكن أن تعجز واشنطن وحلفاؤها عن إلحاق الهزيمة بتنظيم لم يمض علي ظهوره بضع سنوات وهي التي تملك ما تملك من ترسانات عسكرية ساحقة وأجهزة مخابرات متوغلة في كل شبر من العالم حسبما تدعي؟ ان داعش العراق والشام وداعش سيناء وداعش ليبيا والحوثيين وبوكو حرام نيجيريا كلها ليست سوي كيانات ارهابية لا تختلف عن القاعدة فهي صنيعة أمريكا والغرب وليس لها من هدف سوي تحقيق الاستراتيجيات الغربية بأيدي أبناء كل منطقة مستهدفة دون تدخل مباشر من الغرب في الصراع سوي التربح من تجارة السلاح وضمان أمن اسرائيل وتفوقها العسكري والحصول علي البترول بأبخس الأسعار. لكن ما يدعو للأسي أن تجد بعض دول المنطقة متورطة بشكل أو بآخر في دعم هذه التنظيمات الإرهابية دون أن تدري انها ستكتوي بنيرانها عاجلا أو آجلا وذلك قمة الغباء!!