عيار 24 الآن.. أسعار الذهب اليوم الاثنين 13-5-2024 في محافظة قنا    بنك CIB يحقق 11.9 مليار جنيه صافي ربح بالربع الأول من 2024    شهداء وجرحى في تجدد غارات الاحتلال على جباليا شمال غزة    السفير الأمريكي لدى إسرائيل ينفي حدوث تغير في العلاقات الثنائية    باحثة: القاهرة بدأت في الضغط على إسرائيل    الدفاعات الجوية الروسية تدمر 16 صاروخا و35 طائرة مسيرة من أوكرانيا خلال الليل    استقرار درجات الحرارة وتأثير المنخفض الجوي الاوروبي    وزارة التربية والتعليم تحقق في مزاعم تسريب امتحان اللغة الاجنبية لطلاب النقل    للتوفير في الفاتورة الشهرية، 4 نصائح من الكهرباء لتشغيل أجهزة التكييف    باقي 5 أيام، كل ما تريد معرفته عن التقديم لمعهد معاوني الأمن    رئيس جهاز مدينة قنا الجديدة يتفقد مشروعات المرافق للمرحلة الأولى بمساحة 1400 فدان    اليوم.. «محلية النواب» تناقش موازنة محافظتي القاهرة والإسكندرية للعام المالي 2024/ 2025    بث مباشر.. جولة الرئيس السيسي لمنطقة الضبعة وتفقد مشروع مستقبل مصر    وزير الإسكان يتفقد سد ومحطة "جوليوس نيريرى" الكهرومائية على نهر روفيجي بتنزانيا    مواعيد مباريات الإثنين 13 مايو 2024.. ليفربول ضد أستون فيلا وختام ملحق دورة الترقي    سؤال برلماني حول خطة السياحة لرفع الطاقة الفندقية    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الإثنين    الحجار والحلو نجوم حفل الأوبرا للاحتفاء بمسيرة عمار الشريعي    حظك اليوم الإثنين، رسائل لبرجي الأسد والميزان (فيديو)    ل برج العقرب والسرطان والحوت.. من هم أقرب المواليد لأصحاب الأبراج المائية (التفاصيل)    مبابي يستفيد من هدية استثنائية في ليلة التتويج بالدوري الفرنسي    بعد عامين من حرب أوكرانيا .. مستشار بوتين الاقتصادي وزير دفاع روسيا الجديد    عبدالملك: سيناريو لقاء الإياب مختلف تمامًا.. ونهضة بركان سيدافع بقوة أمام الزمالك    التعليم: امتحانات الثانوية العامة ستكون خالية من الأخطاء الفنية    أسماء مصابي حادث تصادم ميكروباص بسيارة ربع نقل بالمنيا    بدء امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي بالشرقية إلكترونيًا وورقيًا    كيف أصرت «الوالدة باشا» على بناء مسجد الرفاعي؟ اعرف القصة | صور    الافتاء توضح حكم ارتداء المرأة الحجاب عند قراءة القرآن    أسباب وحلول لأرق الحمل: نصائح من الخبير لنوم هانئ    "عملات معدنية وحصى".. طبيب عماني يكشف عن أشياء صادمة يأكلها الأطفال في غزة    أسعار اللحوم والدواجن اليوم 13 مايو    عقد مناظرة بين إسلام بحيري وعبدالله رشدي حول مركز "تكوين الفكر العربي"    بعد انخفاضها.. أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الإثنين 13 مايو 2024    اليوم| محاكمة متهمي قضية اللجان النوعية    الأقصر تتسلم شارة وعلم عاصمة الثقافة الرياضية العربية للعام 2024    مؤلفة مسلسل «مليحة»: استخدمنا قوة مصر الناعمة لدعم أشقائنا الفلسطينيين    هل يجوز التوسل بالرسول عند الدعاء.. الإفتاء تجيب    غلق شوارع رئيسية في مدينة نصر لمدة شهر.. ما السبب؟    الشوالي يحذر الترجي من نجمين في الأهلي قبل مباراة نهائي أبطال أفريقيا    مخاوف في البرازيل مع ارتفاع منسوب الأنهار مجددا في جنوب البلاد    بعد تعيينها بقرار جمهوري.. تفاصيل توجيهات رئيس جامعة القاهرة لعميدة التمريض    دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الصحافة وتغيير أساليب التقارير الإخبارية    أزهري يرد على تصريحات إسلام بحيري: أي دين يتحدثون عنه؟    وزير التعليم: هناك آلية لدى الوزارة لتعيين المعلمين الجدد    بطولة العالم للاسكواش 2024.. مصر تشارك بسبع لاعبين في الدور الثالث    لا أستطيع الوفاء بالنذر.. ماذا أفعل؟.. الإفتاء توضح الكفارة    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك أن تستجيب دعواتنا وتحقق رغباتنا وتقضي حوائجنا    حسام البدري يكشف سبب اعتذاره عن تدريب فيوتشر    بعد الخطاب الناري.. اتحاد الكرة يكشف سبب أزمة الأهلي مع حسام حسن    منها تخفيف الغازات والانتفاخ.. فوائد مذهلة لمضغ القرنفل (تعرف عليها)    سر قرمشة ولون السمك الذهبي.. «هتعمليه زي المحلات»    العدو يحرق جباليا بالتزامن مع اجتياج رفح .. وتصد بعمليات نوعية للمقاومة    قصواء الخلالي تدق ناقوس الخطر: ملف اللاجئين أصبح قضية وطن    إقبال الأطفال في الإسماعيلية على ورش الخط العربي (صور)    «الإفتاء» تستعد لإعلان موعد عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات قريبًا    مستقبل وطن بأشمون يكرم العمال في عيدهم | صور    نقابة الصحفيين: قرار منع تصوير الجنازات مخالف للدستور.. والشخصية العامة ملك للمجتمع    وفاة أول رجل خضع لعملية زراعة كلية من خنزير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا يراد بمصر؟
نشر في الأهرام اليومي يوم 22 - 04 - 2016

ماذا يراد بمصر بعد كل ما قدمت وتقدم فى مواجهة الإرهاب ,وحرصها على أمن وسلام الإنسانية ؟! سؤال يطرح نفسه وبقوة, هل يريدون تركعيها؟ فلن تركع, هل يريدون تخويفها؟ فلن تخاف, هل يريدون خضوعها؟ فلن تخضع, هل يريدون كسر شوكتها؟ فلن تنكسر, هل يريدون انبطاحها؟ فلن تنبطح, هل يريدون تحطيم إرادتها ؟ فلن تتحطم, هل يريدون امتلاك قرارها؟ فلن يملكوه, هل يريدون تجويعها؟ فلن تجوع بإذن الله تعالى, هل يريدون إذلالها؟ فحاشا لله (عز وجل) الرحيم بها وبأهلها أن يمكنهم من ذلك.
القرار ليس بأيديهم, بل بأيدينا نحن, فالقرآن الكريم لم يربط النصر والصمود بقوتهم أو ضعفنا, إنما ربطه بإيماننا وصبرنا, وحسن اعتمادنا على الله (عز وجل), فقال سبحانه: «وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُم كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ» (آل عمران: 120), وهو وحده القادر على تفريج الكروب, وتيسير كل عسير, حيث يقول سبحانه: «وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (الأنعام: 17), ويقول سبحانه: «قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِى بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّل الْمُتَوَكِّلُونَ» (الزمر : 38),ويقول سبحانه: «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَل اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا» (الطلاق : 2 , 3), ويقول سبحانه: «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا» (الطلاق : 4) , ويقول سبحانه : «مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ « (فاطر : 2) .
لماذا كل هذا الضغط على مصر وهى صمام الأمان لأهلها, وأمتها, ومحيطها الجغرافي, وعمقها العربى والأفريقي, ولأمن وسلام العالم ؟! لم تكن يومًا ظالمة, ولا معتدية, ولا باطشة, ولا متغطرسة, ولا متجبرة, طبيعتها سهلة سهولة نيلها وانبساط أرضها, وقلوب أهلها صافية صفاء سمائها ومائها, سمت أهلها حب الخير للعالم وللإنسانية, حباها الله (عز وجل) برئيس له رؤية ثاقبة, محب لدينه, محب لوطنه, محب لأمته, متصالح مع نفسه ومع العالم كله, يسعى للخير والسلام, لا يعرف الظلم ولا العدوان ولا أكل حقوق الآخرين أو الاعتداء عليهم, يعمل ونعمل معه على ترسيخ ذلك حتى يصير ثقافة متأصلة ليس فى مصر وحدها, بل نريده مبدأً إنسانيًّا, تتبناه بحق المؤسسات الدولية, والمنظمات الحقوقية والإنسانية, والمراكز الحضارية والبحثية والعلمية والتربوية, بما يسهم فى تصالح العالم مع ذاته, ومع بعضه البعض, بما يحقق أسس التعايش السلمى الذى تسعى الأديان السماوية بفهمها الصحيح والأعراف الإنسانية السوية إلى تحقيقها وترسيخها, لتكون بديلاً للعداء والظلم والعدوان.
هل يريدون إسقاط مصر؟ فلن تسقط بإذن الله تعالى, هل يريدون تفكيكها؟ فلن تتفكك بإذن الله تعالي, لكن ماذا لا قدَّر الله لو أصابها سوء أو مكروه؟ الإجابة وبكل دقة: سيختل ميزان المنطقة, ويندك عمود خيمتها, ويستأسد فيها الإرهاب ويجتاح العالم, مع تحذيرنا من أن الإرهاب إن لم تُجتث جذوره سريعًا فى هذه المنطقة, فسيكون عصيًّا على غيرها, ممن لا يملكون القوة والجلد والفكر لمواجهته, وساعتها سيندم كثيرون حين لا ينفع الندم , ذلك أن الإرهاب لا دين له, ولا وطن له, وأنه يأكل من يأويه أو يدعمه إن اليوم وإن غدًا, أما الخونة والعملاء فسيكون مصيرهم مصير ابن العلقمى الخائن عميل التتار, فمن يخن أهله ودينه ووطنه لا يمكن أن يأمنه عدوه أو صديق, سواء من استخدمه أو من استأجره. ويطيب لى أن أختم بأبيات حافظ فى رائعته الدالية « مصر تتحدث عن نفسها», حيث يقول:
أنا إن قدَّر الإله مماتى
.. لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى
ما رمانى رامٍ وراح سليماً
.. من قديم عناية الله جندى
كم بغت دولة عليّ وجارت
.. ثم زالت وتلك عقبى التعدى
فمصر محفوظة بحفظ من قال فى حقها «ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ» لن تضار, ولن تضام, وستظل أمنًا أمانًا إلى يوم الدين بإذن الله تعالى.
لمزيد من مقالات د . محمد مختار جمعة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.