اعترف إننى مقصر ، فليس من اللائق أن أكتب عن رواية بعد ان صدرت فى أكثر من 30 طبعة ، و قرأها ملايين القراء ، بل و سوف تتحول إلى عمل سينمائى ضخم ، و لكنها عادة من عاداتى السيئة ، و هى طول المسافة بين القرار و بين تنفيذ القرار ، فمنذ أن صدرت الرواية و انا متشوق لقراءتها ، حتى تحققت المعجزة ،فشعرت كم فاتنى الكثير من المتعة بعدم اقدامى على قراءة الرواية منذ بداية طرحها فى الأسواق . لا اريد التعرض لإحداث الرواية ، عسى ان يكون هناك عددا من الكسالى امثالى لم يقراءو الرواية بعد ، حيث ان قوة الأحداث تكمن فى نهايتها الغير متوقعة ، و لكنى أستطيع أن أقول ان الروائى محمد صادق استطاع أن يقوم بعملية تشريح دقيقة لادق المشاعر التى يمكن أن يعيشها كل منا فى مختلف مراحل حياته فى إطار تطور تجاربه العاطفية بأسلوب بسيط و جذاب . ولكن الجديد بالفعل هو إننى و لأول مرة و بعد ان انتهى من قراءة رواية أدبية ، أقوم بتطبيق ما جاء بها على نفسى ، بل و على حياة كل واحد يعيش على ظهر هذا الكوكب فكل إنسان هو عبارة عن مجموعة قصص و حكايات منفصلة ، متصلة ، يتم تضفيرها بعناية منذ الطفولة مرورا بالمراهقة ثم الشباب و الرجولة وصولا إلى الشيخوخة فالطفل الذى كنت بالتأكيد قام بالتأثير على الشاب الذى اصبحته ، و نفس هذا الشاب استطاع أن يؤثر على الرجل الذى يليه ، و بالطبع ترك الرجل بصمته على الكهل الذى نقل معظم هذه الخبرات إلى الشيخ الذى يجلس متذكرا كل ما فات مذهولا ، كيف عاش كل هذة القصص بتفاصيلها هذه هى روح الرواية التى تسبح بك أحداثها من موجة إلى موجة وصولا إلى شاطىء لا تتوقع أن ترسو عليه . لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا