بعد جدل الساعات الخيرة حول عودة تيران وصنافير للسيادة السعودية، تحدثت الأهرام إلى خبراء الجغرافيا والقانون الدولى لاستجلاء الحقيقة بعد أن ارتبك الراى العام أمام الإعلان المفاجئ لمجلس الوزراء المصري. يرى الدكتور أسامة حسين أستاذ الجغرافيا الطبيعية أن جزيرتى تيران وصنافير قريبتان جدا من منطقة تبوك وهى واحدة من مناطق السعودية وتقع المنطقة فى شمال غرب المملكة العربية السعودية وتحدها دولة الأردن من الشمال ومن الشرق منطقة الجوف ومنطقة حائل ومن الجنوب منطقة المدينةالمنورة ومن الغرب خليج العقبة والبحر الأحمر. أما جزيرتا تيران وصنافير فتقعان شمال البحر الأحمر وعند مدخل خليج العقبة ، تبعد تيران عن شرم الشيخ نحو 4 أميال ، وإلى الشرق منها وعلى بعد ميلين منها توجد جزيرة صنافير .. وتعدان من الجزر السعودية المهمة استراتيجيا من حيث وقوعهما عند مدخل خليج العقبة يجعل هذا الخليج شبه مغلق جغرافيا . ويبلغ عرض المجرى الصالح للملاحة ميلا واحدا وهو اقرب لساحل سيناء وهذا الموقع الإستراتيجى يجعلهما تتحكمان بالملاحة الدولية فى خليج العقبة .وكانت أهمية الجزر السعودية عام 1949 حينما طلبت الحكومة المصرية من المملكة السعودية الاستعانة بهاتين الجزيرتين أثناء حربها مع إسرائيل. كما أنه فى عام 1951 حاولت مصر منع السفن الإسرائيلية من المرور بمياه خليج العقبة وذلك باستخدام القوة وسيطرت على الملاحة ولعل التأييد لمصر فى هذا الموقف جاء بناءً على أن خليج العقبة خليج عربى مارست الدول العربية سيادتها عليه منذ القدم ، وأيدت المملكة السعودية ذلك لأن خليج العقبة هو عبارة عن خليج عربى داخلى تسيطر عليه البلاد العربية سيطرة كاملة لضمان سلامة الحجيج فيه ، لكن فى عام 1956 بعد هزيمة مصر نتيجة العدوان الثلاثى عليها من جانب إنجلترا وفرنسا وإسرائيل تم فتح خليج العقبة أمام السفن الإسرائيلية مع وجود قوات الطوارئ الدولية بشرم الشيخ . ومنذ 1967 بعد الهزيمة العسكرية لمصر من إسرائيل فى حرب الأيام الستة تم بقاء خليج العقبة مفتوحا أمام السفن الإسرائيلية وفى 1978 انتهت المشكلة بين إسرائيل ومصر باتفاقية كامب ديفيد التى نصت على :حرية مرور السفن الإسرائيلية فى قناة السويس ، واعتبار مضيق تيران وخليج العقبة ممرا دوليا .وتتمركز قوات الأممالمتحدة فى شرم الشيخ لضمان حرية المرور فى مضيق تيران . يقول د. أيمن سلامة - أستاذ القانون الدولى بجامعة القاهرة إن جزيرة تيران تقع فى مدخل مضيق تيران الذى يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر بطول 6 كيلومترات من ساحل سيناء الشرقي، وتبلغ مساحة الجزيرة 80 كيلو مترا مربعا، وجزيرة صنافير المجاورة لها تمتاز بالجزر والشعاب المرجانية العائمة . وأضاف ان السعودية تنازلت عن جزيرتى تيران وصنافير إلى الدولة المصرية خلال فترة الخمسينيات أثناء حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لتتفادى المواجهة المباشرة مع إسرائيل . وأضاف أستاذ القانون الدولى أنه من حق السعودية استردادها إذا رغبت، فهذا حقها ووفقا للبروتوكول العسكرى لمعاهدة كامب ديفيد تم وضع جزيرتى صنافير وتيران ضمن المنطقة ( ج ) المدنية التى لا يحق لمصر تواجد عسكرى فيها مطلقا وتم تحويل الجزيرة إلى محمية طبيعية. وأشار سلامة إلى أن زيارة الملك سلمان لمصر تناولت ملف تعيين الحدود البحرية بين البلدين وما يتعلق بالجزر السابقة بشفافية كاملة وإدراك لقوة العلاقات التاريخية والإستراتيجية التى تجمع كلا البلدين ، إلا أن البعض تناول تلك القضية بدون علم ووعى خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى التى زعمت تنازل مصر عن الجزيرتين رغم عدم الإعلان عن بنود الاتفاقية التى تشكل سابقة قانونية لحسم خلافات السيادة على المياه الإقليمية بين الجانبين المصرى والسعودى فى الحدود البحرية المتقاطعة بينهما سواء فى خليج العقبة أو فى البحر الأحمر وبالتحديد فى المناطق البحرية لشمال خط عرض 22 الفاصل بين مصر والسودان. ونفى أستاذ القانون الدولى ما تردد بشأن وجود بنود سرية ملحقة بالاتفاقية التى وصفها بالجهل الفاضح لأن كل المعاهدات والاتفاقيات والمواثيق التى تبرم بين الدول ترسل أصلها إلى الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة. وأكد - د. أيمن - أنه يحق للمواطنين السعوديين والمصريين زيارة الجزيرتين بالتنسيق مع القوات الدولية الموجودة بالجزيرة، وتمنع السفن الحربية المصرية والسعودية من الاقتراب منهما دون إذن من القوات الدولية.