فيما يلي قصة من وحي الخيال.. الأسماء فيها غير حقيقية ولا المناصب ولا الأحداث، وهي من 6 حلقات ونقدم اليوم أول الحلقات. الحلقة الأولي : يسألني هل من حل؟ طبعا هناك حل ، دمر بيتك وشرد أطفالك، ثم انظر لعيني حبيبتك، وقل شعرا, وامتزج وجدانا، لقد أصبحت بطلا هماما.. أنت ياصديقي من العاشقين صرت، هنيئا لك بهدم الأسرة والزوجة والأبناء ... المهم أن تحيا بالحب !!!! هكذا أنهيت حديثا طويلا مع صديقي علاء نصر الدين, وهو زميلي في العمل، أنيق، دائما ما يتسابق في عمل الخير, ولا تكاد تسمع الآذان إلا وتجده يسابقنا إلي الصلاة. في الأيام الأخيرة بدا مهملا، لم يعد مهتما بشئ، يبدو شاردا، يصمت طول الوقت، من باب الصداقة طلبت منه أن نشرب فنجان قهوة، بعيدا عن زملائنا بالمكتب، لأنني بدأت أقلق عليه، وبعد محاولات مستميتة انهار صديقي، وبدأيقص حكايته الأغرب من الخيال، زلزلتني حكايته، ولم أُظهر له ذلك، بل حاولت الثبات أمامه، لعله يفيق، أن يستبد بك الإحساس جائز، أن يطيح بعقلك إلي السماء ممكن، ولكن : هل تستطيع أن تمنعه سيدي إن هو أحال حياتك كلها لوجه واحد، لعينين لا تري في الوجود سواهما، ثم أخبرني : هل اعتمد قلبك إحساسا كهذا يوما، كي يعربد بك شمالا وجنوبا، ويدور بكيانك شرقا وغربا، ليمحو مثلا من ذاكرتك، بيتك أو لينسيك دوما أولادك، وتهيمُ أنت في الكون عاشقا، لا تدري سببا لأن يمر يومك سريعا إلا لأنك رأيت اليوم عينيها، مع أنك لم تستطع أن تنزعهما من داخل وجدانك، الذي صار ممتزجا بهما ، أخبرني ياصديقي إذن عن يومك؟ كيف أصبح كئيبا طويلا لأنك لم ترها؟ ما الذي يحدث؟ ما الذي يجعلك أسيرا هكذا لا تملك من أمرك شيئا؟ أراك منطويا تكسو وجهك الحيرة، وتعتري نبرات صوتك مسحةٌ من الخجل ؟ لا تخف ... ممن تخف؟ زوجتك ؟ أولادك؟ أم مجتمعك؟ أفصح عن حبك لفتاة تعيشُ معها الوهج... قاوم من حولك.. إن كنت أنت علي حق فلا تخجل.. إنه الحب وما أدراك أن يقلب حياتك جمرا هذا الحب... لتنصهر كل الكائنات التي يحتويها الكون ويبقي وجه حبيبتك فقط هو الدالُ علي شروق الشمس، ويبقي غيابها دوما دالا علي الغروب وحلول الظلام.. هل أيقنت الآن أنه الحب... هل آمنت مثلي بأن الرب بديعُ السموات والأرض ، أبدع عينيها ، كما أبدع الخلق والسموات السبع، كيف صارت حياتك كلها نذير حرب؟ ثم ساد الصمت إلا من تنهيدة لديه، ثم قال أسماء عاملة الكافيتريا..أسقط في يدي زلزلت أركاني المفاجأة!!!! [email protected] لمزيد من مقالات أيمن عثمان