شن الجيش السورى وحلفاؤه هجوما كبيرا على عناصر المعارضة جنوب حلب، فيما وصف بأنه أعنف هجوم تشنه القوات السورية فى المنطقة منذ دخول اتفاق وقف الأعمال القتالية حيز التنفيذ فى فبراير الماضي. واستخدمت قوات الجيش السورى الضربات الجوية والمدفعية والصواريخ فى الهجوم الذى يهدف إلى استعادة بلدة تلة العيس التى سيطر عليها مقاتلو المعارضة فى الأيام القليلة الماضية، وذلك فى أعقاب إسقاط جبهة النصرة - ذراع تنظيم القاعدة فى سوريا - طائرة حربية سورية فى المنطقة وأسر قائدها. وتزامن ذلك مع مقتل 18مدنيا، بينهم 3 أطفال، وإصابة 70 آخرين جراء قذائف أطلقتها فصائل المعارضة على حى الشيخ مقصود ذى الأغلبية الكردية فى حلب، فيما شن تنظيم «داعش» الإرهابى هجمات على مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية قرب العاصمة دمشق. جاء ذلك فى الوقت الذى أكد فيه الرئيس السورى بشار الأسد فى مقابلة مع موقع «سبوتنيك» الروسى أنه الأفضل بالنسبة لسوريا هو انتخاب الرئيس مباشرة من قبل المواطنين وليس من خلال البرلمان، لكى يكون أكثر تحرراً من تأثيرات القوى السياسية المختلفة، ولكى تكون علاقته خاضعة فقط للحالة الشعبية العامة. وفى سياق متصل، دعت السفيرة الأمريكية فى الأممالمتحدة سامانتا باور روسيا للضغط على حليفها الأسد للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين فى المناطق المحاصرة. ومن جانبه، أكد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السورى أن بلاده لا يمكن مهما كانت المغريات والضغوط وحجم العدوان أن تتخلى أو تفرط فى ذرة واحدة من استقلاليتها أو سيادتها، مشددا على أنه ينبغى على الجميع احترام إرادة الشعب السوري. وقال المقداد فى تصريحات صحفية أمس إن بلاده لن تذهب إلى دولة كفرنسا، ورأى أن بريطانيا وفرنسا لم تختلفا فى تصريحاتهما وتصرفاتهما عن «النصرة» و»داعش»، لافتا إلى أن الكثير من دول الاتحاد الأوروبى دعمت الجماعات الإرهابية. ومن جانبها، أعلنت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أمس أن قوات روسية ساعدت فى إزالة أكثر من 1500 لغم فى مدينة تدمر السورية منذ أن انتزعت قوات الأسد السيطرة على المدينة من متشددى «داعش» فى مارس الماضي، فيما كشفت إليانورا متروفانوفنا ممثل روسيا الدائم لشئون التعليم والثقافة لدى اليونسكو أن بلاده طرحت مشروع قرار لإعادة إعمار تدمر وغيرها من المواقع الأثرية. وفى واشنطن، أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن تدمير تنظيم «داعش» الإرهابى «لا يزال أولويته الأولي»، مشددا على أن رقعة سيطرة الإرهابيين فى سوريا والعراق تتقلص.