استعاد الجيش السورى السيطرة على الطريق الوحيد المؤدى إلى مدينة حلب من قبضة مسلحى تنظيم "داعش" الإرهابى بحسب التلفزيون السورى أمس فى أحد المكاسب لعمليات الهجوم التى يشنها الجيش السورى بالتزامن مع الضربات الروسية لقواعد ومراكز تجمع مسلحى المعارضة. وأعلن التليفزيون السورى أن "وحدات من قوات الجيش بسطت سيطرتها الكاملة على طريق حلب بعد القضاء على أعداد من إرهابى داعش"، وذلك بعد أسبوعين من سيطرة التنظيم الإرهابى على طريق "خناصر أثريا" المؤدى إلى ريف حلب الجنوبى وقطع الطريق الوحيد الذى يربط مناطق سيطرة النظام فى مدينة حلب بمناطق سيطرته فى وسط وجنوب وغرب سوريا مما أدى إلى محاصرة مئات الآلاف من سكان حلب. وعلى الصعيد الميدانى أيضاً، أعلنت وكالة "فارس" الإيرانية مقتل ضابط فى الحرس الثورى فى سوريا، وبحسب وكالة "فارس"، فإن القيادى عزة الله سليمانى لقى مصرعه خلال "مهمة استشارية" اثناء عملية عسكرية فى حلب. وبذلك يرتفع عدد القتلى من العسكريين الإيرانيين فى سوريا إلى 20 عسكرياً بينهم أربعة ضباط وأبرزهم الجنرال حسين همدانى وضابطان برتبة كولونيل هما فرشاد حسونى زاده وحميد مختار بند. وفى بوادر لتقدم الحوار بين روسيا وتركيا بشأن سوريا، بحث الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مع نظيره التركى رجب طيب أردوغان فى اتصال هاتفى تداعيات الأزمة السورية فى ضوء اجتماعات فيينا الأخيرة، وأعلن الكرملين أن الرئيسين ابديا استعدادهما لإجراء حوار سياسي. وكرر بوتين فى تصريحات لقناة "روسيا اليوم" قوله إن الهدف الرئيسى لروسيا فى سوريا هو محاربة الإرهاب، مؤكدا "لن يستطيع أحد إرهاب روسيا". وقال بوتين إن بلاده على استعداد للتعاون مع كل القوى التى تحارب الإرهاب بغض النظر عن الانتماء المذهبي. وفى السياق نفسه، أكد أناتولى أنتونوف نائب وزير الدفاع الروسى أن القوات الجوية الروسية ستواصل عمليات قصف مواقع "الإرهابيين" فى أراضى سوريا حتى انتهاء القوات المسلحة السورية من عملياتها الهجومية على التنظيمات الإرهابية. وأضاف أنتونوف، خلال الاجتماع الثالث لوزراء دفاع اتحاد دول جنوب شرق آسيا المعروف اختصارا باسم "آسيان" أن الطيران الروسى تمكن من القضاء على عشرات من نقاط القيادة ومستودعات الذخيرة ومئات الإرهابيين وكميات كبيرة من الآليات الحربية، موضحاً أن إحدى المهام المطروحة على الطيران العسكرى الروسى فى سوريا هى منع الأجانب المنتسبين إلى تنظيم داعش البالغ عددهم بين "25 ألف شخص و30 ألفاً" من القيام بأعمال التخريب فى بلدانهم "إذا عادوا إلى أوطانهم". إلى ذلك، نفت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ما تناقلته الوكالات واجهزة الاعلام الغربية والروسية على لسانها عن أن "بقاء الرئيس السورى بشار الأسد فى السلطة لا يعتبر أمرا مبدئيا لروسيا"، وذكرت أن "الجانب الروسى كان دائما يتبع نهج أن مصير رئيس سوريا يجب أن يقرره الشعب السوري"، مضيفة أن "الأهم مبدئيا لنا هو الحفاظ على الدولة السورية"، مضيفة "نحن لا نحدد إن كان على الأسد الرحيل أو البقاء". وفى الوقت نفسه، استقبل وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف مبعوث الاممالمتحدة الى سوريا ستيفان دى ميستورا لمواصلة البحث فى اقامة "حوار حقيقي" بين دمشق والمعارضة السورية، فيما كشف دبلوماسيون فى موسكو عن أن ممثلى النظام والمعارضة السوريين "سيدعون خلال الأسبوع المقبل إلى موسكو لاجراء مشاورات".