لاشك أن ملف تطوير التعليم فى مصر يلقى اهتماما كبيرا من القيادة السياسية، وكان واضحا خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الى اليابان اهتمامه بنقل تجربتها الناجحة فى التعليم، كما ان الدولة حاليا جادة فى خطتها لتطوير المناهج الدراسية 2016 - 2018، وهو ما أكدته الخطوة الإيجابية بقيام وزارة التربية والتعليم بحذف أجزاء فى المناهج الدراسية فى جميع المراحل. فى استجابة سريعة لاستغاثة وثورة أمهات مصر عبر وسائل التواصل الاجتماعى بضرورة التطوير والتحديث للمناهج الدراسية، بما يناسب المرحلة العمرية والذهنية والاستعابية لأبنائهم، وأهمية حذف أجزاء من المناهج الدراسية، مؤكدين أن التعليم فى مصر يهدم الإبداع، ويجعل الأطفال غير سعداء ولا يعيشون طفولتهم، وأنه سيخرج جيلا غير واع وليس لديه القدرة على الابتكار والتفكير. وفى رسالة أرسلتها د. شرين أحمد لجريدة بالأهرام» قالت فيها: إن التعليم فى مصر سيخرج شخصا محبطا كارها لبلده بسبب حشو المناهج التى تعتمد على الحفظ والتلقين وأن هذا النمط من التعليم لايصلح بعد مرور مصر بثورتين، وأن كمية الحشو داخل المناهج والحفظ تفوق قدرات الأطفال فى المرحلة الابتدائية، وتقول: ابنى فى الصف الرابع الابتدائى قد كره الدراسة بما فيها من دراسات وعلوم ورياضيات ولغة عربية وأعمال سنة وضغط واستفزاز المدرسين، ومواد ليس لها علاقة بالمرحلة العمرية وجداول امتحانات مادتين فى يوم واحد كأنهم ليسوا أطفالا، كما طالبت بعض الأمهات بتعليم يتناسب مع عقلية أطفاله وسنهم واستيعابهم من خلال الخريطة الزمنية للسنة الدراسية بما يتوافق وكم المناهج، كما طالبت بتغيير شامل للمناهج وحذف وتعديل أجزاء من المنهج ونظام الامتحانات وتقسيم المنهج على 4 مراحل وحساب درجاته بشكل تراكمى فى نهاية العام الدراسى، ومطلوب استقلال كل امتحان بجزء من المنهج وبدرجاته وعدم تكرار نفس الجزء فى الامتحان الذى يليه، بالتالى يخف الضغط على الأبناء وعلى الأسرة. د.عماد مخيمر أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب ومدير وحدة الجودة سابقا بكلية الآداب ،جامعة الزقازيق وحاليا عضو اللجنة المشكلة لتعديل وتطويرالمناهج التعليمية بمراحله المختلفة يقول: إن من المؤكد أن من حق الأمهات المطالبة وإبداء الرأى فى تطوير التعليم والمناهج الدراسية بما يتناسب مع المراحل العمرية لأبنائهم ذلك أن الأمهات أكثر قربا ومتابعة ودراية بمحتوى المنهج أثناء أداء الأبناء الواجبات الدراسية المنزلية وبالتالى هن أكثر دراية بمشكلات التعليم، الحقيقة أن هناك اهتماما كبيرا جدا من القيادة السياسية والدولة بتطوير وتحديث التعليم بما يواكب العصر، وبما يلائم المستويات العقلية للطلاب من خلال تخليصها من الحشو والمط، هذا ما أكده عليه القرار الوزارى الذى تم عرضه مؤخرا فى اللجنة المشكلة من مجموعة من أساتذة الجامعات المصرية فى جميع التخصصات وخبراء فى تطوير المناهج وخبراء فى تقويم الطلاب، لوضع خريطة المناهج، وكان هناك اهتمام أن تكون المادة العلمية سلسة ومناسبة وتلائم الطلاب ولا تشكل أى أعباء عليهم من الناحية النفسية والعقلية وبما يناسب طبيعة المراحل العمرىة والعقلية المختلفة وبالفعل تم اختيار المناهج على هذا الأساس. ويؤكد ذلك قيام وزير التعليم شخصيا بالاتصال والمتابعة يوميا وهو يعكس أن الرئيس شخصيا مهتم جدا بتطوير وتحديث المناهج، ويطالب أولياء الأمور بعدم الضغط على اللجان وأن يتركوها تعمل فى هدوء حتى تنهى عملها مع تأكيد احترام وجهة نظرهم، وإذا كانت لديهم مقترحات تفيد فى تحقيق الهدف وفى تطوير المناهج.