مصطلح "المناظرة" أصبح متداولا الآن سواء بين الساسة أو عامة الشعب خاصة بعد إنعقاد أولى المناظرات كما ينتظر الشعب أيضا قدوم المناظرة التالية بفارغ الصبر. وكنت قد تعرضت في مقالة سابقة منذ فترة بعنوان "مناظرات الرؤساء" وتحدثت فيها عن تجربتي في حضور المناظرة الرئاسية الأولى في الولاياتالمتحدة عام 2008 بين أوباما وماكين والتي أبهرتني في طريقة إنعقادها وتمنيت أن أرى مثلها يوما في بلادي ودعوت وسائل الإعلام لتبني هذه الفكرة على الفضائيات الخاصة المصرية أو القنوات المحلية خاصة ونحن مقبلون على انتخاب الرئيس، ويبدو أن الفكرة لاقت استحسانا ولن أخفي لكم مشاعري فعندما بدأت المناظرة بكيت فرحا وقلت لزوجي أتمنى أن أرى بلدي في مصاف الدول الكبرى يوما وكلي ثقة ولدي إيمان بأن ذلك آت بإذن الله . في الحقيقة لقد أعجبتني المناظرة الأولي التي جرت يوم الخميس الماضي بين الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والأستاذ عمرو موسى والتي أذيعت على إحدى القنوات المصرية الخاصة وعلى الرغم من أن القسم الأول من المناظرة لم يرق لنوعية الأسئلة التي كنا نتوقعها، إلا أن القسم الثاني من المناظرة والتي أدارها زميلي الإعلامي المحترم يسري فودة، والذي أعرفه ونتواصل معا فقط من خلال صفحات التواصل الاجتماعي، ولم أعرفه بشكل شخصي مسبقا لكنني أحترم صدقه مهنيا، ولكنه قام بمناظرة راقيه واعية وعلى درجة كبيرة من المسئولية من خلال الأسئلة المعدة تجعلك تستطيع أن تقف على باب الإختيار، وقد أجاب المرشحين على كافة الأسئلة حتى المحرج منها خلال المناظرة وقد أبدى د.أبو الفتوح شفافية عندما أحضر معه تقريرا عن ذمته المالية والصحية، وأجاب بأنه يتقاض 10 آلاف جنيها مصريا حينما سئل ودون مواربة.. ودون الخوض برأيي فيمن أعجبني أو لم يعجبني لئلا يظن البعض بأنني أروج لأحدهما دون الآخر لكن يكفي أن أقول أن استخدام نعمة العقل في كل ما تسمع وتشاهد يجعلك صانعا لقرارك أنت. أعتقد أن السبب وراء نجاح هذه المناظرة الأولى أو هكذا أتصور من خلال المناقشات الحاصلة بين كل فئات المجتمع حتى بين ولدي وأصدقاءه وأبناء جيرتي وعشيرتي (إن لم يكن يخالفني أحد الرأي) يرجع ببساطة شديدة لأن المواطن متعطش للتعرف على من هو المرشح لمنصب الرئيس، ويريد أن يبني حكمه على ما يراه وليس ما يسمعه من الآخرين، فقد آن الأوان لأن يبنى المواطن الاختيار على قناعة ذاتية بالشخص المرشح بل ومن الممكن أن يتناقش البعض ويتفق أو يختلف حول مرشح ما ويحتفظ كل برأيه الخاص ولا يشكك في رأي الآخر. والحمد لله أننا بعد الثورة أصبح لدينا من الوعي السياسي والإدراك ما يجعلنا على دراية ببعض الأمور السياسية. ما كنت قد تمنيت أن أراه قبل هذه المناظرة هو أن يجتمع المرشحون 13 في مناظرة أولية تعريفية تجمعنا بهم جميعا، ثم بعد ذلك يجتمع المرشحون في مناظرات ثنائية، أو رباعية أو كيفما يحدده القائمون والمختصون على هذه المناظرات. ربما لن يحالفنا الحظ هذه المرة في عقد عدة مناظرات نظرا لضيق وقت العملية الانتخابية للرئيس، لكن على الأقل ستكون البداية إذا قمنا بتقديم كل مرشح بالشكل الصحيح وليس فقط عبر قراءة أوراق مطبوعة موزعة في صورة منشورات. في إنتظار المناظرة القادمة بإذن الله بفارغ الصبر وإن شاء الله تكون عند حسن ظني وظن الجمهور الحبيب... والله يولي من يصلح! [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن