أمام حتمية الخروج من الوادي المكدس الي مواقع جديدة فوق أرض مصر. فإن إيجاد صناعات جديدة هي أهم مصادر النمو الاقتصادي بعيد المدي.. ولذلك فإن التحدي الأعظم كما تشرح خطة الطريق.. التي أعدها مجلس العموم والهندسة في أكاديمية البحث العلمي هو تحديد الصناعات التي تقوم أساسا علي ما تجود به البيئة من مواد وخامات تحدد أنواع الصناعات التي يمكن استثمارها لتصبح عنصر جذب شكاني. إن خريطة مصر التعدينية تحدد مواقع عديدة يمكن إحياؤها كمواقع حياتية جديدة... وتضيف الدراسات كما يشرح د. محمود صقر عضو مجلس العلوم والهندسة.. أنه ينبغي زراعة بعض النباتات الطبية والعطرية وأشجار الجاتروفا والهوهوبا وكذا محاصيل غير تقليدية مثل الكاسافا والبينكم والساليكورنيا وغيرها في محاور التنمية الجديدة في الساحل الشمالي ومنخفض القطارة وشمال سيناء. والمحور الثاني إقامة صناعات صغيرة مثل صناعات التجفيف والتعبئة والتغليف.. وصناعات الاستخلاص كإحدي الصناعات التحويلية للحصول علي منتجات نهائية عالية القيمة.. وإنشاء شبكة محورية نجمية وأخري دائرية تتصل بعدة مطارات في المناطق الصحراوية والساحلية لتصدير هذه المنتجات وإذا كانت خامات البيئة سوف تحدد أنواع الصناعات فقد أشارت الابحاث الي مفاجأة مذهلة عندما أكدت وجود خامات لم تستغل بعد في مصر, رغم قيمتها العالمية الهائلة وهي خامات الطفلة الزيتية والرمال الزيتية التي تتوافر بكميات إقتصادية في مصر. وتتكون الطفلة الزيتية من صخور رسوبية مغلفة بطبقة من مواد عضوية تسمي كيروجين. تحوي نسبا من الكربون والهيدروجسين والاكسجين وايضا الكبريت والنيتروجين, واحيانا اليورانيوم ويمكن ان تتحول هذه المادة بالتسخين الي وقود هيدروكربوني سائل.. وتقدر الاحتياطات العالمية من الطفلة الزيتية بنحو3 تريليونات برميل بترولي أي أكثر من ضعفي احتياطات العالم من البترول.. وهناك 33 دولة علي مستوي العالم ظهرت فيها هذه المادة من بينها في مناطق مصر وإسرائيل والاردن.. وأكثر الدول استخداما صناعيا هي روسيا والصين والبرازيل والمانيا وإسرائيل.. وهناك مشروعات تحت الدراسة لاستغلاله في مصر والاردن وتركيا.. أما الرمال الزيتية فهي تتكون من حبيبات رملية تحتوي علي 92% كوارتز يغلفها طبقة من الزيت البيتوميني.. ومن أكثر الدول استخداما له كندا التي نجحت في استغلاله اقتصاديا في توليد الطاقة وقد توصلت الابحاث الي ان استخلاص الوقود من الطفلة الزيتية قد يكون مكلفا بالمقارنة للبترول ولكن إذا وصلت المواد العضوية في الطفلة الي15% فإن الاستغلال هنا يصبح إقتصاديا وأكدت الابحاث توافر هذه النسبة في الطفلة الزيتية الموجودة في مصر وبالذات في هضبة ابو طرطور.. وجنوب شرق الواحات الخارجة والداخلة في الصحراء الغربية.. والمنطقة الواقعة بين القصير وقنا في الصحراء الغربية. وشبه جزيرة سيناء.. وقدرت دراسة إجريت في مصر أن أحتياطتها من هذه الخامة يعادل 5.5 مليار برميل بترول مكافئ و(هو نحو ثلث الاحتياطي المصري من البترول).. ونظرا لطبيعة الخامة يجب ان يتم استغلالها محليا لأن نقلها مكلف جدا.. وهي لذلك تصلح لتكون اساسا لعدة صناعات في هذه المواقع الحياتية الجديدة مثل توليد الكهرباء والصناعات الكيماوية مثل الأسمنت والاسمدة وتصلح لأن تقوم عليها مجتمعات عمرانية جديدة. أما الرمال الزيتية فقد ثبت وجودها بكميات هائلة في مناطق جنوب سنياء بالقرب من خليج السويس.