وضعت مصر رؤيتها فى كيفية التعامل مع الارهاب وتحقيق الاستقرار فى دول تجمع الساحل والصحراء، وذلك فى إطار استكمال استراتيجيات مكافحة الارهاب على الصعيدين (الوطنى الاقليمى والدولي) لتشكل فى مجملها منظومة متكاملة لمكافحة الارهاب حيث يبرز من بينها عدد من البنود، أهمها الآتى : أولا: على الصعيد الوطنى أهمية تبنى استراتيجة وطنية شاملة لمكافحة الارهاب ترتكز على معالجة القضايا التى توفر البيئة المناسبة لنمو الارهاب والتطرف وتحصين المجتمع لعدم استقطاب الشباب، وعدم اقتصار استراتيجية الارهاب على البعد الامنى فقط ولكن تشمل ايضا الابعاد (الاقتصادية والتنموية السياسية الاجتماعية الدينية والثقافية الاعلامية - .... ) وتراعى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب خصوصية كل مجتمع وتضمن مشاركة جميع وزارات واجهزة الدولة وقوة المجتمع المدنى فى صياغة وتطبيق تلك الاستراتيجية . ثانيا - على الصعيد الإقليمى - الدولى من المهم الاتفاق حول تعريف واضح ومحدد للارهاب واحترام خيارات الدول والشعوب فى تحديدها للجماعات الارهابية والمتطرفة، فيما يتعلق بالترتيبات العملياتية والاستخباراتية لتعزيز التعاون فى مجال مكافحة الارهاب يمكن تحقيق ذلك من خلال تبادل المعلومات بين اجهزة دول تجمع الساحل والصحراء مع التركيز على حجم وقدرات ومناطق انتشار الجماعات الارهابية، نشاط العناصر والجماعات الارهابية وحركة تنقلها بين الدول، ومصادر التمويل والتسليح للجماعات الارهابية. ومخططات تنفيذ عمليات ارهابية وسبل بأحباطها . وايضا تأهيل وتسليح عناصر مكافحة الارهاب ، والتعاون فى مجال تدريب وتأهيل عناصر تأمين الحدود وتوفير القدرات التسليحية والفنية .، والتعاون فى مجال تدريب وتأهيل عناصر مكافحة الارهاب وتأمين المطارات والموانئ . تجفيف مصادر تمويل وتسليح الجماعات الارهابية، وتأتى عملية تجفيف مصادر التمويل وتسليح الجماعات الارهابية من خلال تعزيز الاجراءات الوطنية لمكافحة التهريب بكافة اشكاله وتبادل الخبرات فى هذا المجال، و تكثيف الاجراءات الوطنية للرقابة على التحويلات البنكية وجمع التبرعات لاغراض مشبوهة وعمليات غسيل الاموال وتبادل المعلومات والخبرات بهذا الشأن . بناء قدرات الكوادر المدنية يتم ذلك من خلال تأسيس مركز اقليمى لمكافحة الارهاب من بين مهامه، تدريب الكوادر المدنية المعنية بمكافحة الارهاب فى المجالات (السياسية والاقتصادية والتنموية الاجتماعية الدينية والثقافية الاعلامية -....) . وإعداد برامج بشأن (مكافحة عمليات تجنيد الشباب واستقطابهم من جانب الجماعات الارهابية ادماج العناصر الارهابية ادماج العناصر الارهابية والمتطرفة التائبة واستيعابهم فى المجتمع التعاون القانونى والقضائى فى مكافحة الارهاب جمع الاسلحة غير المرخصة - ...) . ولضمان نجاح مكافحة الارهاب فى منطقة الساحل والصحراء هناك حاجة لتطوير القطاعات الاقتصادية الرئيسية فى هذة المنطقة والمتمثلة فى الزراعة والرعى بما يسهم فى تحسين الظروف المعيشية للسكان خاصة الشباب وتحصينهم من الانضمام الى الجماعات الارهابية وتنظيمات الجريمة المنظمة . ومما لاشك ان هناك تأثيرا خطيرا للسماوات المفتوحة والتطور التكنولوجى وثورة المعلومات والاتصالات والعالم الافتراضى فى عصر العولمة ووسائل التواصل الاجتماعى العابر للحدود الامر الذى أفرز تناقضات حادة وانعكاسات عنيفة لدى قطاعات الشباب التى تشكل اغلبية سكان دول منطقة الساحل والصحراء. أهمية وضرورة احتواء هؤلاء الشباب ومنع نشوء جيل جديد من الارهابيين وذلك بالعمل عبر عدة مسارات: الاول: يتمثل فى مكافحة انتشار الافكار المتطرفة والجهادية وتطوير الخطاب الدينى ورفع الوعى المجتمعى بخطر الارهاب وتوفير جميع القدرات اللازمة للتعامل مع ظاهرة الارهاب . والثاني: يتعلق بتوفير فرص عمل جديدة للشباب تضمن لهم الحياة الكريمة فضلا على تحسين الظروف المعيشية ومكافحة الفقر والجهل .وتعزيز سلطة الدولة على كل اراضيها ومنع قيام كيانات تحاول ان تكون بديلا للشرعية. والتنسيق والتعاون الاقليمى والدولى لمكافحة الارهاب من خلال إنشاء مركز لمكافحة الارهاب الاقليمى بدول التجمع.