بحضور أكثر من 30 متدرباً من الأقسام المعنية بوزارة البيئة تم في الأسبوع الماضى فى القاهرة بالتعاون بين الوزارة ومركز البيئة والتنمية للإقليم العربى وأوروبا (سيدارى) تنفيذ ورشة العمل الخاصة بتعزيز ودعم قدرات العاملين بوزارة البيئة ووحدة التعاون والشراكة مع إفريقيا (وزراء البيئة الأفارقة)، التى تتولى مصر رئاسة دورتها الحالية، بهدف إدارة المشروعات البيئية، والتخطيط الاستراتيجى، والرصد والتقييم للمشروعات، لتعظيم الاستفادة من المنح والبرامج والمشروعات البيئية. فى كلمته الافتتاحية قال السفير نهاد عبد اللطيف - رئيس وحدة التعاون والشراكة مع إفريقيا بوزارة البيئة -: يأتى دعم تعزيز قدرات كوادر العاملين بوزارة البيئة ضمن الأولويات المهمة خاصة فيما يتعلق بالمشروعات البيئية والتنموية التى تمول من الجهات المانحة، خاصة فيما يتعلق بالقدرات الفنية لتلك الكوادر للإدارة البيئية للمشروعات، فدور تلك الكوادر فى غاية الأهمية مهما يكن دور المفاوضين والسياسيين، لأنه لابد من وجود كوادر مدربة، وعلى دراية كاملة بتحويل نصوص مقترحات المشروعات لواقع ملموس ومقنع يتوافق مع أهداف التعاون الدولى. وانتقل الدكتور محمد عبدالمنعم - مستشار وزير البيئة للشئون الإفريقية - للحديث عن دور وحدة دعم المؤتمر الوزارى الإفريقى المعنى بالبيئة فقال:- يأتى على قمة أولويات ورشة العمل التدريب على التخطيط والإطار المنطقى وكتابة العروض وإدارة المشروعات والرصد والتقييم. وأضاف: لقد أصبح من المهم الحصول على دعم مادى لتنفيذ المشروعات سواء من الجهات المانحة الخارجية أو حتى من قطاعات حكومية داخلية لتنفيذ برامج أو مشروعات خاصة بتطوير العمل البيئى، وكذلك توضيح أن فرص التمويل الخاصة بقطاع البيئة قد زادت فى الآونة الأخيرة بعد أن أصبحت موضوعات مثل التغيرات المناخية على قمة اهتمامات العالم، وهذا ما أكدته قمة باريس فى ديسمبر 2015، وكذلك آثاره على مختلف القطاعات، وطرق التصدى له سواء عن طريق التخفيف أو التكيف (الصندوق الأخضر وغيره)، بالإضافة للقضايا البيئية الأخرى الخاصة بتدهور الأراضى، وفقدان التنوع البيولوجى. وتابع أنه من المعلوم أيضاً أن هناك تنافساً بين الدول والهيئات والمنظمات المختلفة للحصول على جزء من هذا الدعم المادى الذى غالباً ما يكون محدوداً لتنفيذ البرامج والمشروعات المختلفة. وعن كيفية الوصول لأفضل استفادة من المنح قال الدكتور محمد عبدالمنعم :- لابد من عرض طلب هذا الدعم بصورة واضحة ومقنعة تعكس تفهم الطالب لحقيقة المشكلة المراد دراستها أو حلها، وكذلك تعكس تصوره للمشروع المقدم من حيث أهدافه والأنشطة المطلوب القيام بها والنتائج المرجو الوصول إليها، وآليات التنفيذ والمتابعة. وأردف أنه فى كثير من الأحيان يكون طالب التمويل على دراية كاملة بالمشكلة المراد حلها، إلا أنه غير قادر على التعبير باللغة الصحيحة، التى تعكس بشكل منطقى ومنظم ما يدور بذهنه ، فيتم الخلط بين أهداف المشروع، والأنشطة التى سوف يقوم بتنفيذها. رافد للتعاون من جهته، تحدث الدكتور أحمد عبدالرحيم - المدير الإقليمى بمركز البيئة والتنمية للإقليم العربى وأوروبا (سيدارى) - عن أهداف الورشة فقال :- تجسد رافداً من روافد التعاون بين الوحدة وسيدارى، التى تشمل العديد من الأنشطة مثل مشروع تغير المناخ، الخاص بالشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا. وأضاف: «نرنو من خلالها لدعم وتعزيز قدرات وحدة دعم إفريقيا بالوزارة، حتى يتسنى تحقيق أهدافها الخاصة باحتياجات وأولويات الدول الإفريقية، وتيسر حصولها على تمويل مشروعاتها البيئية من المنح والمشروعات الدولية، وتعريف خبراء وزارة البيئة بالموضوعات الخاصة بالتخطيط الإستراتيجى وإدارة المشروعات ، كما تهدف الورشة إلى تعزيز الفهم المعمق لمختلف آليات التمويل من الجهات المانحة الإقليمية والدولية.وعن أهمية التعاون الهادف لتعظيم الاستفادة من المنح الأجنبية قال الدكتور أحمد عبد الرحيم: تعد الورشة امتدادا لتعاون مثمر ممتد لسنوات طويلة بين وزارة البيئة وسيدارى، فعلى سبيل المثال كان هناك تعاون تم من خلاله إنجاز أول تقرير لحالة البيئة فى مصر عام 2004، وكان ذلك عن طريق شبكة المعلومات البيئية الإفريقية، التى كانت سيدارى تتولى تنفيذ أنشطتها فى شمال إفريقيا. وتابع أنه منذ ذلك الحين تصدر الوزارة سنوياً تقرير حالة البيئة دون أى مساعدة خارجية، ولكن من خلال خبراء وزارة البيئة ، وكذلك هناك تعاون كبير لسيدارى مع إفريقيا، إذ ترأس مجموعة المؤشرات والبيانات الإفريقية، وتشارك كممثل لدول شمال إفريقيا فى توقعات البيئة الإفريقية وشبكة المعلومات البيئية الإفريقية ، وإنجاز أول تقرير لحالة البيئة العربية.