صنفته أمريكا منظمة إرهابية منذ منتصف التسعينات، ووقتها إبتسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله،وصنفته دول مجلس التعاون الخليجى إرهابيا ،وصنفه وزراء الداخلية العرب فى تونس إرهابيا ،وصنفه وزراء الخارجية العرب فى القاهرة إرهابيا . ولا يزال نصر الله يبتسم، فما سر إبتسامة السيد حسن نصر الله، ولماذا كلما إزداد الحصار عليه إنضم إلى مناصريه مناصرون جدد، وبماذا يرد على من يصنفه إرهابيا،وهل تؤثر القرارات التى توصمه بالإرهاب على قاعدته الشعبية فى الداخل اللبنانى، وهل تضعف قدرته على المناورة واتخاذ القرار فى الحكومة ومجلس النواب وانتخاب رئيس لبنان بعد مايقرب من عامين على شغور المنصب الرئاسى؟وهل تضعف علاقته مع حلفائه من الشيعة - حركة أمل- والمسيحيين – عون وفرنجية - فى لبنان؟ حزب الله الذى كان أيقونة المقاومة وقهر إسرائيل أصبح فى مرمى نيران العدو والقريب ،فالعدو يعتبره أقرب للجيش النظامى بإمتلاكه للمقاتلين المدربين جيدا ،وأكثر من مائة ألف صاروخ تستطيع الوصول للعمق الإسرائيلى فى دقائق إذا مافكرت إسرائيل فى شن حرب جديدة على لبنان بعد حرب يوليو 2006،أما القريب العربى فيعتبره إرهابيا لتدخله فى شئونه الداخلية فى السعودية والبحرين ومساعدة الحوثيين فى اليمن والعلويين فى سوريا والحشد الشعبى فى العراق،أما الخصوم فى الداخل اللبنانى فيعتبرونه مكونا أساسيا فى الحكومة ومجلس النواب ويمثل شريحة كبيرة من الشعب اللبنانى ،ويؤيدونه فى مقاومته للعدو الصهيونى ولكنهم يلومونه على التدخل فى الشئون العربية الداخلية لبعض الدول ،ومن الغريب أن خصم الحزب اللدود زعيم تيار المستقبل يمد يده بالحوار لحزب الله لنزع فتيل الفتنة ،بل ويذهب إلى القول إنه على إستعداد للقاء نصر الله لحل المشاكل العالقة ،داعيا نصر الله إلى العودة إلى لبنان مثلما عاد هو من منفاه الاختيارى منذ 2010. أما وزيرالداخلية اللبنانية أحد كبار تيار المستقبل فيرفض فى تونس تصنيف الحزب إرهابيا،مثلما رفض وزير الخارجية اللبنانى جبران باسيل – التيار الوطنى الحر- وصف الحزب بالإرهاب فى اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة ،وبذلك يتفق الخصوم على عدم إدانة الحزب بالإرهاب. وأيضا يرفض رئيس البرلمان العربى رئيس مجلس النواب اللبنانى زعيم حركة أمل الشيعية نبيه برى – حليف حزب الله فى 8آذار- وصف الحزب بالإرهابى داعيا الدول العربية إلى مراجعة قرارها الذى يصب فى خدمة العدو الصهيوني. بينما يذهب رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية- الحليف فى فريق 8 آذار- إلى الدفاع عن الحزب ونصر الله بصفته المقاوم الأول لإسرائيل،بالرغم من ان ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية جاء بمبادرة من زعيم تيار المستقبل سعد الحريرى خصم حزب الله. وبالإضافة للحلفاء والخصوم الذين رفضوا تصنيف الحزب إرهابيا،هناك العديد من القوى السياسية اليسارية والقومية والعروبية التى رفضت أيضا وصم الحزب بالإرهاب ،مثل رئيس المؤتمر الشعبى اللبنانى كمال شاتيلا،ومصطفى حمدان -حركة المرابطون- ،وأسامة سعد -التنظيم الشعبى الناصري- بالإضافة إلى رجال دين من السنة والشيعة والموارنة المسيحيين. وبينما كان يتصاعد الهجوم على حزب الله لخروجه من لبنان إلى العراقوسوريا واليمن ،كان السيد نصرالله يرفع سقف هجومه على الدول العربية مطالبا إياها بالابتعاد عن لبنان ومنذ تصنيف الحزب إرهابيا والسيد نصرالله يبتسم مستهجنا إتهام الحزب بالإرهاب ومتحديا من لديه دليل عليه أن يقدمه. وبالرغم من الحصار المالى الذى تقوده أمريكا ضد حزب الله ومؤسساته والمقربين منه والمتعاطفين معه ، فإن السيد نصر الله يقول أكثر من مرة ليست لدينا أموال فى البنوك . وإذا كانت ابتسامة السيد حسن نصر الله دليل قوة فى مواجهة العدو الدائم إسرائيل بما لديه من قوة عسكرية نوعية ومتطورة ومقاتلين على درجة عالية من التدريب والكفاءة ،فما دلالتها تجاه الدول العربية التى اعتبرت حزب الله إرهابيا،وراهنت على إضعافه شعبيا وسياسيا فى لبنان؟ الحقيقة أن مايحدث لم يضعف الحزب بل جعله أكثر قوة فى مواجهة خصومه السياسيين ،فلايزال متمسكا بترشيح العماد عون رئيسا للجمهورية، ويرفض الحضور لجلسات انتخاب الرئيس بمجلس النواب مالم يكن ضامنا أن عون هو الرئيس،ويقولها علانية لن نعود من سوريا ،لأننا هناك لندافع عن لبنان ولولا وجود الحزب فى سوريا لسيطرت داعش على الشوارع فى بيروت. وبالرغم من كل الخسائر المادية والمعنوية التى لحقت بلبنان الدولة والمغتربين فهل تفلح ابتسامة وثقة السيد حسن نصر الله فى إعادة البوصلة العربية باتجاه دعم لبنان ومؤازرته،أم أن الأمر سوف يطول ويخسر لبنان أكثر مما خسر وسط بحر متلاطم الأمواج من الإرهاب المحيط به، وهو يئن تحت وطأة النازحين السوريين الذين اقترب عددهم من المليونى نازح،بالإضافة إلى أكثر من 450 ألف لاجئ فلسطينى يعيشون فى مستوى معيشة متدن، ويعانون من تقليص منظمة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة «الأونروا» للخدمات الصحية والمعيشية المقدمة لهم،وسط استمرار الحراك المدنى «طلعت ريحتكم» إعتراضا على خطة الحكومة لحل مشكلة النفايات المتراكمة بالشوارع منذ أكثر من ثمانية أشهر؟