سألني صديقي الإخواني القديم: لمن سيكون صوتك في انتخابات الرئيس؟ قلت: حتي الآن لم أحسم الاختيار. قال: حتي الآن.. والانتخابات بعد أيام؟ قلت: لأن المفاجآت تتوالي حول المرشحين, فترفع هذا وتخفض ذاك, فضلا عن الفضائيات التي تسهم بشكل كبير في ترجيح كفة الاختيار. قال: ولكن.. ما رأيك في الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح فأنا من أنصاره ومؤيديه؟ قلت: ولماذا أبو الفتوح وأنت الإخواني وهو من المنشقين علي جماعة الإخوان؟ قال: لأنه بصراحة لو نجح أحد من الفلول فسوف تحدث مشكلة, وإذا نجح الإخوان فالمشكلة أكبر, أما أبو الفتوح فهو الحل الأمثل للمشكلتين. قلت: ولماذا تنتصر لأبو الفتوح وتنسي مرشح جماعتك؟ قال: لقد صدمنا في الجماعة بعد وصولها للبرلمان, فبدلا من التصرف بحكمة ورشد, وجدناها تريد أن تستحوذ علي كل شيء وتستخدم أغلبيتها في تحقيق مصالحها, فانفضح أمرها أمام الرأي العام. قلت: ولكن الإخوان يقولون إن أبو الفتوح أحد أعضاء الجماعة وبايع المرشد مرتين برغم رفضه لأسلوب البيعة؟ قال: وماذا يعني أنه بايع المرشد؟ قلت: يعني أنه سيلتزم بالسمع والطاعة لمرشد الجماعة. قال: لا.. أبو الفتوح أكبر من هذا, ويتسم بالوسطية والاعتدال. قلت: ولكن الرأي العام يقول هذا مجرد كلام وخلاف تكتيكي, وليس طلاقا بائنا بينه وبين الإخوان. قال: هذه شائعات من صنع الإعلام. قلت: ولماذا لا نحتكم في النهاية إلي البرامج بعيدا عن الأشخاص؟ قال: أي برامج في ظل هذه الأوضاع المرتبكة وسط سيولة الدولة وغياب المؤسسات؟ قلت: وأين صندوق الانتخاب؟ قال: ليس الآن.. وربما يتحقق ذلك في انتخابات مقبلة. أغلقت الهاتف.. ونسيت أن أقول له: أي انتخابات مادام كل منا يريد نتيجتها لمصلحة مرشحه.. وإذا نجح منافسه فسوف نتهمه بالتزوير ونثير المشكلات؟ شي لله.. يا انتخابات! [email protected] المزيد من أعمدة عبد العظيم الباسل