بمجرد إعلان الإخوان خوض الانتخابات الرياسية فقد زال إذن السبب الذى لأجله تم فصل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لخيانة عهده مع الله-كما قال المرشد- ولمخالفة قرار الجماعة بعد خوض السباق, ثم إن قرار الإخوان خوض الانتخابات بعد عام كامل من إعلان عبد المنعم أبو الفتوح خوضه للسباق, يعنى سبقًا لأبو الفتوح, يعنى هو سبق الجماعة وتفكيرها ورؤية كل قياديها بعام, والاعتراف بمعارضة الفضيلة فضيلة, والرجوع إلى الحق شيمة للكرام أصيلة, وبهذا السياق فقد أخطأت الجماعة وأصاب أبو الفتوح, وقد تكلمت سابقًا عن حقيقة الخلاف بين المرشد وأبو الفتوح, وأن هناك موقفين مختلفين للرجلين باتجاه ما تركه الأديب العملاق سيد قطب, فبديع من المتأثرين بالشهيد, بينما أبو الفتوح قد كال لقطب الانتقادات فى عيد ميلاد نجيب محفوظ, ولدى شهادات على الواقعة, ومن ضمن كلامه"أن سيد قطب فى أيام سجنه كان مريضًا ولا يجب الأخذ من كلام شخص مريض"وأضيف اليوم أن انطباع الكثيرين هو أن أبو الفتوح ينظر لمصر كلها, وليس فقط لجماعة محدودة مهما كثر أتباعها, بينما التطورات تشير إلى أن مكتب الإرشاد-أحسبه لو ساء ظنية كما هى الضرورة - يضع الجماعة أولا ثم مصر ثانيًا, وقد وصلتنى الرسالة التالية من الأستاذ الدكتور/ عبدالجواد قنصوه أستاذ الفقه الإسلامى المقارن, وألخص ما فيها "ليس الدكتور عبدالمنعم وحده من يرى ذلك ولا يعيبه هذا، وقديما قال الإمام أحمد رحمه الله: لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا فى أشياء.. أما الأستاذ المرشد فإننى أربأ بنفسى وبكل من له مسحة من دين أن يظن بالأستاذ أنه يعقد مواقفه ويبنى آراءه على قضية الموافقة والمخالفة لسيد وأفكاره بعيدا عن الفقه والمصلحة للأمة والجماعة، وإن قلنا بذلك فإنما هو اتهام باتباع الهوى والجرى وراء العاطفة.. أما الدكتور عبدالمنعم فلا يعيبه أن يخالف الأستاذ الشهيد.. ووجه الظلم للدكتور عبدالمنعم أن مثل هذا القول فى مثل هذا الظرف يشوش على بعض الناس لأنك جعلته فى طرف والشهيد والمرشد فى طرف مخالف، وهذا يصوره عند كثير من الناس وخاصة المتدينين فى مرمى الاتهام وسوء الفهم أو انحرافه". انتهت الرسالة, ويعلم الله أنى لم أقصد مطلقا الطعن غير المباشر فى توقيت الانتخابات فى الدكتور عبد المنعم, لكن أيضًا كلٌ يؤخذ من كلامه ويرد, وليس أحد معصومًا غير صلى الله عليه وسلم, والهوى قد دخل من شباك الخلاف بين المرشد وأبو الفتوح, ولو المسألة ليست شخصية فقولوا لى لماذا حينما قررت الجماعة الرجوع فى كلامها, لم ترجع لأبو الفتوح الذى سبقها رؤية وبصيرة, لو اعتبرنا أن ترشح إخوانى -أساسا -أمر له رؤية وبصيرة فى هذا التوقيت, وأعتقد أن مشكلة كثيرين- ولا أبرأ نفسى- أن مصر عندهم فى المرتبة الثالثة والرابعة, بعد المصلحة الشخصية ومصلحة الهوى ونفوذ الجماعة, وهى مصلحة (ذئبين جائعين). [email protected]