عندما ترتفع مصر فوق كل الصغائر وتفتح ذراعيها لكل الأشقاء العرب.. وعندما ينتخب وزراء خارجية العرب بالإجماع أحمد أبو الغيط أمينا عاما للجامعة العربية رغم تحفظ قطر ... وعندما يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مناورات رعد الشمال فى حفر الباطن تأكيدا لعمق التزام مصر بأمن دول الخليج... فهل يمكن أن يكون هناك اعتبار لأية أصوات ناشزة تتحدث عن غياب مصر عن المشهد العربى واختفائها خلف مشاكلها الحادة فى الداخل. أى هوان هذا الذى يقول به بعض من يرون فى حكمة وجسارة وعقلانية ورزانة السياسة المصرية أنها تفتقد السرعة اللازمة لمواكبة سرعة الأحداث فى المنطقة فلا تبارك ولا تشارك أطروحات التدخل العسكرى البرى فى سوريا أو اليمن لوقف الزحف الإيرانى على الأرض العربية. إن مصر لم تقل يوما بأنها تريد انفرادا بالدور القيادى للأمة العربية مثلما هى لا تقبل أن تكون تابعا أو منفذا لأية أجندات إقليمية ودولية وتاريخ مصر يشهد لها وليس عليها بأن حرصها على الاحتفاظ بسيادتها المطلقة والمستقلة كان أحد أهم مفاتيح المشكلات التى دبرت لها ولم تفلح فى إثنائها عن قناعة راسخة بأن قرارها السياسى مسألة سيادية لا نقاش فيها مع أحد. مصر كانت ومازالت وستظل عونا لأشقائها وليس عبئا عليهم ومهما تلقت من سهام وطعنات فإنها حريصة على صيانة كل أواصر الإخوة وأدبيات الجيرة ولكنها فى ذات الوقت لن تسمح لأى استفزازات أن تستدرجها إلى الوقوع فى الكمائن المنصوبة أو الانجرار إلى حقول الألغام المفخخة! مصر- بالأرقام والوقائع والتواريخ هى آخر دولة عربية يمكن الادعاء عليها بأنها تستثمر مواقفها السياسية لتحقيق مصالحها الذاتية ولكن الذى يحكم خطواتها حساب سياسى واستراتيجى بالغ الدقة بأفق واسع يتجاوز حدود النظرة الضيقة التى يتعامل بها البعض بوعى أو دون وعى فى عالم لم تتغير فقط معادلات القوة والبقاء فيه وإنما تغيرت أيضا رايات أغلب الخنادق بعد انتقالها من شاطيء إلى شاطيء آخر! خير الكلام: أَفْسَدْتَ بِالْمَنِّ مَا أَسْدَيْتَ مِنْ حُسْنٍ .. لَيْسَ الْكَرِيمُ إِذَا أَسْدَى بِمَنَّانٍ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله