في السياسة ليس هناك طريق مغلق, فالسياسة لاتعرف شيئا اسمه المستحيل إذا توافرت الإرادة الجادة والعزيمة الصادقة والقدرة علي استثمار الإيجابيات والتغلب علي السلبيات, خصوصا عندما يتعلق الأمر بعلاقات شعب مع آخر أو علاقات أمة مع أمة أخري فالتاريخ لم يعرف علاقات سوية ومستقيمة بين الأمم والشعوب من تلقاء نفسها وإنما العلاقات الحسنة تصنعها سياسات حسنة!. ولأن قدر مصر يفرض عليها من المسئوليات والالتزامات ما يجعل بصرها يمتد إلي ماهو أبعد من حدودها الجغرافية فإنها تحتاج دوما إلي قدرة هائلة علي التعامل مع الأحداث بصبر يفوق قوة الجبال, استنادا إلي طاقة الأمل والتفاؤل التي تطرد أي إحساس باليأس أو التشاؤم!. مصر تحتاج إلي سياسات حكيمة تعرف أهدافها وتتقن وسائلها من خلال الحركة الواسعة في كل الاتجاهات والاتصال المباشر مع كل الأطراف والمواجهة الشجاعة لمختلف القضايا والأزمات وبما يؤكد عمق الفهم الدقيق للعصر الذي نعيشه والذي ليس له مثيل في كثرة حدوث وتلاحق المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. أريد أن أقول: إن مصلحة مصر تتطلب وجود أجندة سياسية متوازنة تضمن لها مع أشقائها العرب إذا حسنت النيات أن تكون الدول العربية مجتمعة شريكا أساسيا في صنع قواعد اللعبة في هذا العصر وليس مجرد أناس فاهمين ومتنبهين لما يصنعه الآخرون من قواعد لهذه اللعبة لكي تلائم ظروفهم وتلبي مقاصدهم وحدهم!. وعلي الجميع أن يدركوا أننا أصبحنا نعيش عصرا يختلف عن كل ما سبقه من عصور, فلا أحد يملك ترف الانكفاء علي النفس والذات ولا أحد يستطيع أن يزعم القدرة علي تحقيق الاكتفاء الذاتي وعدم الاحتياج للآخرين لاننا أصبحنا في عصر تتعامل فيها المجتمعات والشعوب بحكم تداخل مصالحها من ناحية.. ونتيجة انفتاح الكل علي الكل من خلال السموات المفتوحة من ناحية أخري كحزمة سياسية واقتصادية واحدة!. ولست متشددا أو متعصبا عندما أقول: إنه إذا تاهت البوصلة الصحيحة عن مصر فإن العالم العربي سيتوه بأكمله في صحراء الربع الخالي!. خير الكلام الخطر مثل البرق والرعد لايمكن إخفاؤه عن العين والأذن!. [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله