ألقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، خطابا امس فى مقر البرلمان الألماني «البوندستاج» للمرة الأولى أوضح فيه أن مصر والأزهر الشريف يقدران الموقف الإنسانى للمستشارة ميركل تجاه الفارين من جحيم الحروب وويلاتها فى الشرق ..وتنديدها بالإسلاموفوبيا عندما قالت «الإسلام جزء من ألمانيا ». وشدد على أن مهمة الأزهر الشريف هى البحث عن السلام ونتمناه للناس جميعا مهما اختلفت أوطانهم وأجناسهم وأديانهم ومذاهبهم. وأن الإسلام ليس دين قتال أو دين سيف حيث لم ترد فيه لفظة «السيف» ولا مرة واحدة. ولم يسجل التاريخ عن المسلمين فى البلاد التى حكموها حالة واحدة خيروا فيها أهل البلاد بين اعتناق الإسلام أو السيف.واكد شيخ الازهر ان الجهاد المسلح فى الإسلام َلم يؤمر به المسلمون إلا فى حالة رد العدوان، وهذا مما تقره كل الأديان والأعراف والحضارات، ومن الخطأ الفاحش ما يقال من أن الجهاد فى الإسلام هو حمل السلاح لقتال غير المسلمين وتعقبهم والقضاء عليهم. لأن شريعة الإسلام مؤسسة على مبادئ العدل والمساواة والحرية وحفظ كرامة الإنسان. وكان الإمام الأكبر قد استهل زيارته إلى ألمانيا بزيارة مقر الأسقفية الكاثوليكية بالعاصمة برلين وذلك بدعوة من أسقف الكنيسة الكاثوليكية حيث كان فى استقباله الأسقف هانس يوخن ياشكه، رئيس لجنة حوار الأديان، وممثل الفاتيكانبألمانيا عميد السلك الدبلوماسى الأجنبى فى برلين، وقادة الكنائس الإنجيلية والأرثوذكسية واليونانية فضلًا عن رئيس مركز الحوار الإسلامى المسيحي، و الأنبا دميان مطران الكنيسة القبطية فى ألمانيا . وأكد الإمام الأكبر فى كلمته أن السلام والرحمة مبادئ دينية لا غنى عنها لاستقرار الإنسانية، موضحا أن القضية الأهم فى حياته هى نشر ثقافة السلام فى كافة ربوع العالم ، فنحن جميعًا شركاء فى الإنسانية ومن حق كل البشر أن ينعموا بالسلام، وعلينا بذل كل الجهود من أجل نشر هذه الثقافة بين الناس ، مذكرا بمبادرة «بيت العائلة المصرية» ونجاحها فى الحفاظ على النسيج الوطنى المصرى والتماسك بين أبناء الوطن الواحد من المسلمين والمسيحيين . وأضاف الامام الاكبر جئت أحمل فى قلبى كثيرا من الأمل أن نكون صانعى سلام للعالم الذى ضل السلام، ولإنقاذ البشرية مما يتربص بها الآن ، موضحا أنه سيصدر عنه قريبا كتاب بعنوان « البحث عن السلام « ،كما جدد حرصه على دفع الحوار الدينى إلى الأمام، مشيرا إلى أنه ينوى لقاء قداسة بابا الفاتيكان فى المستقبل القريب.