وأنا أتصفح مواقع التواصل الأجتماعي,شدتني جمله وقرئتها كثيرا جدا لما لها من بعد عميق وتأثير(كل ما بكبر أمي بتفرح وأنا بخاف كل ما هي تكبر) ورجعت بالذاكره لسنه مضت لمقال كتبته الزميله الرائعه دعاء جلال عن "تبادل الأدوار" ووجدت بعد تفكير أني كنت بنتها والآن أصبحت هي ابنتي التي أتمنى الا ينقطع دعائها لي. كنت طفله تتكون من لبنها وتنمو من دفئ حضنها كانت هي عالمي وطرف ثوبها دليلي للطريق, تسهر على راحتى وتلبي أدق تفاصيل حياتي,طفله تذهب للمدرسه وتتمنى أنتهاء اليوم لتعود الي الآمان بالمنزل (وجودها أمان) وكنت انا الحجر الذي تنقش عليه كلامها وتصرفاتها بما يكون شخصيتي. ثم مراهقه مزعجة ومعترضه تصبح صديقتي في لحظة وعدوتي عند الغضب وكانت تتحمل ,ولكن لا أستطيع النوم بدون ابتسامتها وحضنها,أعترض في محاوله مني للأستقلال وأنها جيل ونحن جيل و تبتسم و تصمت, ثم شابه تدللها و تفرح لنجاحها بدموع عينيها وتفتخر بها, ثم عروسه تجهزها وتفرح بها وتزفها وتنتظر مولودها. وبعد ذلك ننشغل بزواجنا وأبنائنا ونهاتفها أو نزورها على فترات ومع ذلك تظل هي من تجمعنا وعائلاتنا الصغيره فنحاول أن نوازن بين أنشغالنا عنها والبر بها. وكبرت وأكتشفت أنني أصبحت نسخه طبق الأصل منها,أرفض ما كانت ترفضه وكنت أعترض عليه, وأكرره مع أولادي وماكنت أجهله من حكمتها أصبحت افهمه الآن, وكل نصائحها تجري في دمي. وكل لما بتكبر بخاف عليها زي ما كانت بتخاف علي وأكتر, خوفي ورعبي من أنها تبقى مش موجودة شئ مزجع جدا و صعب التخيل وفعلا بدلنا ألأدوار زي ما قالت الكاتبة : دعاء أصبحت هي بنتي العنيده أحيانا التي تحتاج الي النصيحة أحيانا,أخاف عند نزولها وحيده. كانت تلهث وتجري وتبذل قصارى جهدها لنموي وإسعادي ومتعتي, والآن أنا أجري بها من طبيب لطبيب لأطمئن عليها وأحافظ علي صحتها,كانت تقف ساعات تتفنن في صنع ما لذ وطاب لتطعمني وأنا الآن أتفنن لترضى تأكل ما يقويها فقط, كنت انتظرها لتذهب بي لصديقاتي اوالنادي والآن اذا ارادت هي النزول تطلب مني على أستحياء من أن تعطلني,و حن تريد شراء شيئا تطلبه بخجل و لكن قمة سعادتي حين أرى ابتسامتها لقضاء حاجتها و أسمع دعائها لي. تبدلت أدوارنا في كل شئ ولكن مع الفارق أنها كانت تفعل ذلك طواعية وبحب وحنان غير مشروط,و تبذل له جميع جهدها,, أما نحن أحيانا نكون مشغولين مع أولادنا ونفعله ولكن بما يناسب أوقاتنا... أدركت الكثير جدا من مشاعر أمي التي كنت أجهلها بعد أن من الله علي بالأمومه.الأم هي الحضن,الثقه,بوصلة الأمان في حياتك,هي التوفيق الذي تشعر به نتيجة دعائها(دعائها نجاه), أقدس معاني الأنسانية,أصبحت أبنتي التي أتمنى أن يطول عمرها ولاأفقد دعائها أبدا. مهما كبرت أمي فأنها تظل الملجأ الآمن كلما قست علينا الحياه, هي أجمل جزء تبقى بعد أبي,و كلما كبرنا كبر دورها في حياتنا و كبر حقها علينا وواجبنا تجاهها,كل يوم هي موجودة فيه عيد,وجودها فرحه ,علينا أن نغتنم فرصة وجودها .اللهم أطل عمرها ومتعها بالصحة, اللهم أرزقنا برها و لا تحرمنا دعائها وأرزقنا بر أولادنا وأرحم من مات من الأمهات يارب و صبر أولادهم. [email protected] لمزيد من مقالات شروق عياد