شهدت الأيام الماضية جدلا واسعا حول ضم مركز القلب بأسوان إلى جامعة أسوان، وما بين التأييد والمعارضة تحولت إلى قضية رأى عام، نظرا للثقة قى الخدمة الصحية المقدمة فى مثل هذه النماذج المشهود لها بالنجاح، والتى ارتبطت منذ المراحل الأولى لنشأتها بفكرة ربط المتبرعين بمراحل إنشائها وتجهيزها وصولا لتقديم العلاج. «تحقيقات الأهرام» حاولت الكشف عن حقيقة الدمج، والسبب وراء تناقل هذه الأخبار، وشكل العلاقة التى تجمع مركز القلب بجامعة أسوان، كما حاولنا الإجابة عن السؤال الذى شغل الوسط الطبى والعلمى حول هذه النماذج الأهلية الناجحة، هل نسعى لضمها لكيانات حكومية قائمة بالفعل وتعانى من ملاحظات على أدائها لأسباب عدة أم نحاول إيجاد نماذج أخرى مماثلة تخدم قطاعات أكبر من المرضي. الحقيقة وراء الدمج السبب وراء تناقل الأخبار عن دمج مركز القلب بأسوان مع جامعة أسوان يعود إلى فعاليات مؤتمر الرعاية الطبية الأولية، الذى أقيم أواخر شهر فبراير الماضى بمشاركة وزير البحث العلمى ومحافظ أسوان ورئيس الجامعة وحضور الدكتور مجدى يعقوب، وكان الاقتراح من الدكتور منصور كباش رئيس الجامعة بزيادة التبادل المشترك ما بين المركز والجامعة فى مجال البحث العلمى. ويوضح أحمد سليمان القائم بأعمال المدير التنفيذى لمؤسسة مجدى يعقوب وعضو مجلس إدارة مركز القلب بأسوان، ما حدث قائلا: إننا فوجئنا بالأخبار المتناقلة فى بعض وسائل الإعلام، والتى سرعان ما انتشرت بشكل مغلوط وسوء تفسير عن اتجاه لضم المركز إلى جامعة أسوان، ولذا أوضحنا فى اليوم التالى عدم صحة ما تردد، وحرصنا على الشفافية التامة مع المواطن المصرى «المالك الفعلى للمؤسسة» وعلى علاقتنا المتميزة والتعاون الوثيق مع جامعة أسوان وسائر الجامعات ومراكز البحث المصرية. وأكد أن المؤسسة لم ولن تناقش أى مقترحات من شأنها نقل تبعية مركز القلب بأسوان لجامعة أسوان أو أى جهة أخري، وهو ما أكده الدكتور منصور كباش رئيس الجامعة فى أكثر من تصريح نافيا سعى الجامعة لضم المركز. استقلالية المركز وأضاف أحمد سليمان أن المركز مستقل منذ إنشائه ، وسوف يستمر هكذا ملتزما بالاستمرار فى تقديم جميع خدماته بالمجان لجميع أبناء الشعب المصرى ، ويوضح أن مركز القلب بأسوان هو مركز تابع كليا لمؤسسة مجدى يعقوب لأمراض وأبحاث القلب ، وهى مؤسسة أهلية مصرية غير هادفة للربح، كما أن المؤسسة مستقلة إداريا وماديا وفنيا بما ييسر لها القيام بدورها وواجبها تجاه المجتمع بشكل فعال ومرن. وقال: هذا المركز هو للمصريين وأولادهم ومن تبرعاتهم، ونحن نعمل بكامل طاقتنا وإمكاناتنا لتوفير خدمة طبية لائقة لهم . عراقيل الدمج من جانبه يؤكد الدكتور أشرف رضا استاذ أمراض القلب بطب المنوفية ورئيس الجمعية المصرية لتصلب شرايين القلب، أن فكرة التعاون بين المراكز البحثية والجامعات هى فكرة مفيدة ومثمرة، ولكن دمج مشروع ناجح إليها يعرضه لمشكلات البيروقراطية حول الإدارة ومسئولية تنظيم العمل وكذلك المناقصات لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية وهو ما يعرقل النجاح. ووفقا لرأى الدكتور رضا، ربما يكون من الأنجح تشجيع المؤسسات المدنية غير الحكومية بوصفها جهات تقدم خدمة لائقة وتنال ثقة المواطن بجانب حرصها على حسن صرف التبرعات فى الأوجه المناسبة لاستمرار ثقة المواطنين. وينبه الدكتور رضا الى معاناة الجامعات المصرية من غياب بنية أساسية تساعد على وجود البحث العلمى بمفهومه الحقيقي، والذى يشمل وجود سجل للحالات وبيانات المريض،كما أكد ضرورة إيجاد آليات لتوفير بنية أساسية لمساعدة البحث العلمى وهو ما يجب أن تسهم فيه الجمعيات المدنية. ويشير الدكتور أحمد شقير استاذ جراحة المسالك البولية ومدير مركز الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة إلى ضرورة التعامل مع النماذج الناجحة بدراسة أسباب نجاحها ومحاولة إنشاء نماذج أخرى مثيلة لها لتخدم عددا أكبر من طالبى الخدمة الصحية، قائلا إن نماذج مثل مركز القلب بأسوان ومستشفى سرطان الأطفال تعتبر قصص نجاح وفرت خدمة صحية متميزة ولائقة للمرضي. منتقدا فكرة ضمها إلى غيرها من المستشفيات الجامعية الحكومية بما عليها من ملاحظات على أدائها غير المرضي. محذرا من فكرة الدمج دون دراسة كافية بما قد تؤثر بالسلب ويهدد بالفشل. مظلة للتعاون وتقول عزة قورة مديرة تنمية الموارد المالية والاتصالات بصندوق «تحيا مصر»، إن مركز القلب بأسوان تربطه تبعية جغرافية بجامعة أسوان تجعل روافد التعاون البحثى والعلمى قوية بين الطرفين بما يصب فى مصلحة المريض المصري، وفى الحقيقة فإن الأبحاث العلمية القوية التى تتم بالمركز وبإشراف مزدوج مع جامعة أسوان توفر ميزة للجامعة من حيث النشر العلمى الدولي، وهو ما يحدث أيضا مع مستشفى سرطان الأطفال الذى ينشر أبحاثه العلمية بالتعاون مع جامعة القاهرة، وهو ما يفتح قنوات مهمة لنقل الخبرة والمعرفة لكلا الطرفين.