من أقصى الجنوب وعلى ضفاف نهر النيل، وتحديدا ببلاد الذهب "النوبة"، حيث الخصوصية الثقافية والأعراف الاجتماعية المميزة. ذلك الى جانب التراث الشعبى الثرى والتاريخ الحضارى الطويل، والذى من شأنهم تعزيز شكل متباين وفكر خاص ومختلف. من تلك الطبيعة الساحرة بسماتها ومفرداتها التى تميزها عن غيرها، من بيوت نوبية، فنون، حلى، عادات وأعراف. استلهمت الدكتورة ميرفت الشاذلى من خلال 40 لوحة تشكيلية فى أحدث معارضها الفنية، والمقامة حاليا وحتى 3 مارس المقبل بجاليرى قرطبة بالمهندسين تحت عنوان "أحلام عروسة حلاوة". تجنح الفنانة نحو بيئتها النوبية متناولة إياها وبشكل خاص المرأة المصرية وتحديدا المرأة النوبية، والتى اتخذتها الفنانة كنموذج للتشكيل الفنى، لتأتى محاطة بحس درامى معبر عن كل ماتعانيه من هموم وقضايا واهتمامات. فى خليط فنى يجمع بين البساطة والمعاصرة، وباتزان وتوافق بين الشكل والمضمون. ليمثل التراث الشعبى عامة والنوبى خاصة نقطة ارتكاز بمحتواه التعبيرى والرمزى التلقائى. فقد اتخذت الفنانة بالفعل رموزا تعكس دلالات معنوية ثقافية وشعبية، كالقطة السوداء والتى توحى بالتفاؤل، أيضا الزهور والورود فى رمز للمحبة والصداقة. وبلغة الخطوط والألوان تحاكى بريشتها المضمون الفكرى للعمل المقدم، لتأتى بالتة الألوان أكثر تجانسا بين الألوان الدافئة والباردة بدرجاتها، وتؤكد ميرفت الشاذلى أن ذلك المعرض يمثل امتدادا لتجربتها الفنية مع منحها أكثر تبسيطا للعناصر وتداخلا مع مضمون معاناة المرأة التى تلقب بالعانس فى مجتمعاتنا العربية، أحاسيسها ومعاناتها الإنسانية لتعكس واقع صعب لشريحة من المجتمع.