تعددت الرؤى والإبداع واحد . ففى شتاء 2015 تشارك المرأة كفنانة تشكيلية فى العديد من المعارض الفنية . لتتباين الأساليب المقدمة بين التعبيرية والانطباعية والتجريدية , كاشفة عن علاقات متبادلة تحوى بين طياتها كوامن الثراء الفكرى والإبداعى داخل كلاً منهن , فى لغة تشكيلية هى المزيج بين التوظيف المتقن للخطوط والالوان وبين المضمون والفكر والمعان الإنسانية . الخيامية "رصيد السنين" لازالت الموروثات الشعبية المرتبطة بهويتنا المصرية معلقة بأذهان كثير من الفنانين التشكيلين, والدكتورة لبنى زكريا هى واحدة ممن استلهموا تلك الموروثات بمفرداتها الأصلية وأجادوا التعبير عنها فى أعمالهم . جاء ذلك من خلال معرضها الأخير والذى أقيم بقاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا المصرية , تحت عنوان "الخيامية رصيد السنين" وبتلاحم فنى ممزوج بدفىء الإحساس الدرامى بين الشخوص الإنسانية والأماكن التراثية . قدمت الفنانة نحو 30 لوحة تشكيلية باللأوان المائية الزاهية , لشارع الخيامية بالأزهر . جسدت من خلالها مدى علاقة الربط بين ذلك الشارع وفن الخيامية وصانعيه وراقصى التنورة . فى مزيج بين الواقع والخيال يحوى حوارًا فنيًا بين عناصر العمل الواحد . كبرياء وبراءة . ويقام حاليًا وحتى نهاية الشهر الجارى معرض كبرياء وبراءة للفنانتين إيمان الحكيم وهبة فكرى وذلك بجاليرى أرت كورنر بالزمالك . تقدم الفنانة إيمان من خلال ذلك المعرض نحو عشرون عملا ً تصويريًا بمقاسات مختلفة , نفذت معظمهم بخامات الأكريليك مع الزيت على الكانفاس أو القماش , مجيدة فى ذلك استخدام العجائن البارزة على أسطح اللوحات مما يغرز ويعطى سمكًا وأبعادًا مختلفة للعمل الفنى . تترنح اللوحات المقدمة ما بين الأسلوب الانطباعي إلى التعبيرى . وقد اتخذت الفنانة الطاووس كأيقونة ملازمة فى أعمالها , قائلة تقابلات متباينة كثيرة تجعلنى أتناول بشغف عالم هذا الطائر الساحر ليخلق ذلك أبعادًا جديدة , فأبحر فى ذلك العالم وتلك العلاقات المتعددة والمتداخلة وأغوص فى دنيا الطاووس . بينما الفنانة هبة فمن خلال 14 عملا ً تشكيليًا يعكس حالة من الإبداع الوجودى والقيم الخيالية فى خلق عالم الفنان الخاص , تقول : لقد استمتعت كثيرًا فى معرضى هذا باللعب بالألوان مع شخصياتى الصغيرة . فقد تناولت عن كثب مضمون الحركة فى العمل عن الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة , وذلك فى محاولة منى للتواصل مع المتلقى لأكمال المنقوص فى خيالة , فيخلق بدورة عالم خاص به . وتكتمل الرؤية بتفاعله هذا , ومنها إلى حالة موسيقية متناغمة الإيقاع بين ما يراه واقعيًا وما يراه بعين خيالية . أبيض x أسود – ألوان . أما فى معرض "أبيض x أسود - ألوان" والمقام حتى 25 يناير الجارى بجاليرى "بى أرت" بوسط البلد , والذى تشارك فيه الفنانات فاطمة عبد الرحمن , سالى الزينى وميرفت شاذلى . فنجد ونحن بصدد ذلك المعرض مجموعة متنوعة من الإبداعات التشكيلية متباينة الرؤى . فى البداية تجيد الدكتورة فاطمة التعبير عن المضمون الفكرى والبعد الفلسفى فى أعمالها عن الاهتمام بالجانب الشكلى , لتغوص فى أعماق الطبيعة محاولة الكشف عن خباياها وأسرارها . مستخدمه فى ذلك الحبر الشيى والقلم الجاف الأسود كوسيلة للتعبير الفنى . تتابين لوحاتها بين الحركة والسكون لتنتقى لنا مفردات وعناصر إنسانية, ربطت بينهما وبين مساحات وخلفيات رحبة, صاغتها فى تركيبات بنائية متوازية تعكس مدى الإيجاز رغم دقة التفاصيل المقدمة والتى تسلتزم جهدًا مضنيًا من الفنانة أثناء عملية التنفيذ , مما يعزر من ابرز الدرجات اللونية المتأرجحة بين الأبيض والأسود . وبألوان مشرقة تقدم الدكتورة سالى نحو 12 لوحة فنية , نفذت إياها بخامات الاكريليك والكولاج والأحبار الملونة على التوال . وبحرية فى التناول الفنى دون الالتزام بالقيود , تلعب الفنانة من خلال أدواتها على أسطح اللوحات . لتقدم لنا أشكالا عفوية مجردة, ولماذا لا وهى دائمًا ما تبتعد عن الأشكال النمطية, مجسدة عناصرها بشكل تعبيرى مجرد . من بين لوحاتها المقدمة : لوحة "فطيرة السكر" ولوحة "عصفور العيد" والمأخوذتان من نص للدكتور أشرف مهدى . بينما تأتى أعمال الدكتورة ميرفت شاذلى معبرة عن المكنون الحسى عند المرأة فى الجنوب , ومجسدة للتراث الشعبى النوبى بمفرداته ورموزه . يتجلى ذلك فى نحو 22 عملا ً فنيًا "زيت على توال" تلعب فيه الشخوص الإنسانية وخاصة المرأة دور البطولة فى معظم الأعمال . صاغتهم بدراسة أكاديمية تميل إلى البساطة فى التناول الفنى فى محاولة للربط بين المعاصرة والفنون الشعبية بحس أقرب للتعبيرية .