انتخب السويسرى جانى إنفانتينو رئيسا جديدا للاتحاد الدولى لكرة القدم »الفيفا« أمس فى الجمعية العمومية غير العادية التى عقدت فى قاعة مجمع «هالنستاديون» بزيورخ، ليصبح بذلك الرئيس التاسع فى تاريخ الاتحاد الدولى لكرة القدم، والذى يمتد ل112 عاما بعد فوزه. ونال إنفانتينو 115 صوتا فى الجولة الثانية من التصويت، مقابل 88 صوتا للبحرينى الشيخ سلمان بن ابراهيم، وحصل الاردنى الأمير على بن الحسين على 4 أصوات، ولم ينل الفرنسى جيروم شامبانى أى صوت. وخلف السويسرى مواطنه العجوز جوزيف بلاتر الذى تولى الرئاسة 4 ولايات متتالية، منذ 1988 حتى يونيو 2015 حين اضطر الى الاستقالة تحت وطأة فضائح الفساد التى ضربت أهم منظمة كروية فى العالم. وكان أى مرشح بحاجة الى الحصول على نصف الاصوات زائد واحد، اى 104 اصوات، للفوز فى الجولة الثانية من التصويت. وكان يحق ل207 اتحادات وطنية فقط التصويت فى الانتخابات بسبب ايقاف اتحادى الكويت واندونيسيا من قبل الفيفا بسبب التدخلات السياسية فى شئونهما. وكان إنفانتينو قد حصل على 88 صوتا فى الجولة الاولي، مقابل 85 صوتا للشيخ سلمان و27 صوتا للامير علي، و7 أصوات لشامباني. كان المرشح الخامس للانتخابات الجنوب افريقى طوكيو سيكسويل اعلن انسحابه لدى القاء كلمته الاخيرة المخصصة للمرشحين قبل بدء عملية التصويت مباشرة. وانتهت مهمة الكاميرونى عيسى حياتو، الذى تولى الرئاسة بالوكالة بعد ايقاف بلاتر. من جانبه، أبدى السويسرى جيانى إنفانتينو سعادة بالغة عقب فوزه برئاسة الاتحاد الدولى لكرة القدم، وقال عقب إعلان الكاميرونى عيسى حياتو النتيجة: لا يمكن أن أصف شعورى بهذه اللحظة، قلت لكم إننى قطعت رحلة جعلتنى التقى بأناس مميزين، التقيت بأشخاص يتنفسون كرة القدم ويعيشون عليها، هم يستحقون أن يكون الفيفا مؤسسة محترمة، وأضاف : الكل سيصفق لنا اليوم على كل هذه الشفافية، نحن فخورون بالفيفا والجميع يجب أن يفخر به وبالعمل الذى سنقوم به، أشكر الاتحادات الأعضاء وكل المرشحين، (طوكيو سيكسويل الذى انسحب قبل بدء الجولة الأولى من التصويت) قال إنه سيكون هناك فائز وآخر خاسر، هذه هى روح التنافس وهذا يدل على الديمقراطية، أنا أريد أن أكون رئيسا للجميع ، رئيسا ل209 اتحادات، وأضاف: سأعمل بكل قوتى لخدمة الفيفا، أريد العمل مع الكل دون استثناء كى نعيد صورة الفيفا الجميلة ونعيد كرة القدم إلى الفيفا والفيفا إلى كرة القدم، شهدنا أوقاتا عصيبة وأزمات للفيفا لكن الآن مرت هذه الحقبة، لابد من إجراء التغييرات اللازمة، ولا بد أن نتبع مبدأ الشفافية والاحترام المتبادل الذى ينشده كل الناس وذلك من خلال العمل الدؤوب والالتزام، سنركز من جديد على هذه اللعبة الجميلة، لعبة كرة القدم. وشاءت الاقدار ان ينتقل السويسرى من اصل ايطالى جانى إنفانتينو من لعب دور الرجل المساعد للفرنسى ميشيل بلاتينى فى رئاسة الاتحاد الأوروبى لكرة القدم الى انتخابه رئيسا للفيفا. فقد كان ينظر الى بلاتينى على انه أقوى المرشحين لخلافة السويسرى الاخر جوزيف بلاتر فى رئاسة الفيفا، بعد ان اضطر الاخير الى وضع استقالته بتصرف الجمعية العمومية وذلك بعد 4 ايام فقط على فوزه بولاية خامسة على التوالي، اثر الضغوط الهائلة عليه نتيجة فضائح الفساد التى ضربت الاتحاد الدولي. لكن بلاتينى اوقف مع بلاتر من قبل لجنة الاخلاق فى فيفا لمدة 8 سنوات (قلصت الى 6 سنوات) نتيجة دفعة «مشبوهة» تلقاها الاول من الثانى عام 2011 عن عمل استشارى قام بها الفرنسى لمصلحة »الفيفا« بين 1999 و2002 بعقد شفهي. ولجأ الاتحاد الاوروبى فى اليوم الاخير لاقفال باب الترشيحات لرئاسة الفيفا فى 26 اكتوبر الماضى الى ترشيح امينه العام فى خطوة احتياطية للابقاء على مرشح اوروبى للرئاسة، اذ كان بلاتينى حينها يواجه ايقافا مؤقتا لمدة 90 يوما قبل ان تفرض لجنة الاخلاق عقوبة الايقاف لثمانى سنوات. وقال الاتحاد الاوروبى لدى ترشيح إنفانتينو: نعتقد ان جانى انفانتينو يملك المؤهلات المطلوبة للتصدى للتحديات الكبيرة وقيادة الفيفا على طريق الاصلاح لاستعادة نزاهته ومصداقيته، فهو يعلم ان له دعمنا الكامل فى حملته ليكون رئيسا للفيفا. وركز السويسرى فى برنامجه على الاصلاح كسائر المرشحين بقوله: الاصلاحات ... ليست بحاجة الى ان يتم الاتفاق عليها، بل الى تطبيقها ايضا، وبالتالى فانه بدءا من اليوم الاول علينا ان نبدأ تطبيق الاصلاحات، ومن خلال القيام بذلك بشكل يومى فى الاتحاد الاوروبى اعرف ماذا يعنى ذلك، يعنى الادارة الجيدة والشفافية المالية وهيكلية التغييرات التى يتم اقتراحها، واوضح قائلا: ستكون هناك اصلاحات وسيحصل تغيير فى القيادة، ولكنه الوقت المناسب، لاننى اعتقد فعلا بأنه من المهم عندما تتحدث عن الفيفا ان تتكلم مجددا عن كرة القدم، وليس فقط عن كل الامور التى للأسف تصدرت العناوين فى الفترة الاخيرة. كما اطلق وعودا بمنح الاتحادات الوطنية الاعضاء مبالغ تصل الى 5 ملايين يورو فى فترة ولايته لاربع سنوات فى حال انتخابه. وكشف المحامى السويسرى عن رغبته بتعيين مزيج من النساء وغير الاوروبيين فى المنظمة الغارقة فى الفساد، وايضا عن تعيين امين عام الفيفا من خارج القارة الاوروبية. وتحدر آخر 10 أمناء عامين فى الاتحاد الدولي، من بينهم بلاتر، من غرب القارة الأوروبية، ويرى إينفانتينو ان شخصا من خلفية مختلفة قد يمنح بداية واعدة فى أروقة الاتحاد الدولي: يتعلق الامر بانفتاح الفيفا، يجب ان تتضمن فيفا مزيدا من النساء ومدراء تنفيذيين من مختلف انحاء العالم وليس فقط من سويسرا والمانيا وفرنسا. وفى كلمته امام الاتحادات الوطنية قبيل الاقتراع توجه انفانتينو باللغات الايطالية والفرنسية والالمانية والانجليزية والاسبانية، وطالب بالعمل على تطوير اللعبة فى مختلف القارات، واوضح إنفانتينو قائلا: قبل 5 اشهر لم اكن افكر بالترشح للرئاسة وان اقف امامكم، لكن امورا كثيرة حصلت فى هذه الاشهر، فالفيفا يمر بأزمة والظروف صعبة جدا، أمامنا خياران، الهروب او التصدى للمشكلة، بالنسبة لى الهروب لم يكن ابدا خيارا، كنت دائما افضل القيام بمسئولياتى وان اقوم ما يجب القيام به لكرة القدم وللفيفا لأن الفيفا تحتاج الى كرة القدم الآن اكثر من أى وقت مضي. وتساءل المرشح السويسرى : اذا كان الفيفا يدر عائدات تقدر بخمسة مليارات، الا يعقل ان يقدم مليارين لمساعدة الاتحادات، فهذه الاموال يجب ان تستعمل للاستثمار فى كرة القدم، فأموال الفيفا هى اموالكم، اموال الاتحادات الوطنية، والفيفا يجب ان يعمل على تطوير كرة القدم من هذه الاموال، وعندها العالم يجب ان يكون ممتنا لنا، وقال: اريد ان اعيد كرة القدم الى الفيفا، والفيفا الى كرة القدم، يجب تطوير كرة القدم والاستثمار فيها، ولذلك نحتاج الى رئيس قوي، لكنه وحده لن يتمكن من القيام بشىء، فانا احتاج اليكم. ولد إنفانتينو فى 23 مارس 1970 فى بريج السويسرية، متزوج وله 4 اولاد، وكان يتولى منصب امين عام الاتحاد الاوروبى منذ اكتوبر 2009، وبدأ العمل مع الاتحاد الاوروبى فى اغسطس 2000 فى الشئون القانونية، ودرس إنفانتينو القانون فى سويسرا، ويتقن 5 لغات بطلاقة هى الايطالية والفرنسية والالمانية والانجليزية والاسبانية، وقبل انضمامه الى الاتحاد الاوروبي، كان امينا عاما للمركز الدولى للدراسات الرياضية، كما عمل مستشارا لهيئات رياضية عدة فى ايطاليا واسبانيا وسويسرا.