يشهد مقر الأممالمتحدة بفيينا حاليا نشاطا مكثفا لاجتماعات الدورة الأولي للجنة التنفيذية لمؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار وتشارك فيه مصر بوفد رفيع المستوي من المجلس المصري للشئون الخارجية برئاسة السفير الدكتور محمد شاكر. وتعد اجتماعات اللجنة التنفذية هي الأولي في إطار ثلاثة اجتماعات تعقد سنويا وذلك قبيل بدء مؤتمر مراجعة معاهدة الانتشار النووي بمقر الاممالمتحدة في مايو2015 جدير بالذكر أن مؤتمر المراجعة يعقد كل خمس سنوات. ومن المقرر ان يتم عقد اجتماع علي هامش اجتماعات اللجنة تترأسه مصر لإجراء حوار وبحث آليات وكيفية انشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. ويري المراقب الإعلامي هنا أن اجتماعات اللجنة التنفيذية سوف تؤكد علي عدة محاور أهمها ضرورة تحقيق مبدأ عالمية معاهدة منع الانتشار النووي وضرورة انضمام إسرائيل إلي المعاهدة وفتح منشآتها النووية للمراقبة وذلك لتحقيق هدف العالمية وانضمام جميع دول العالم لها وكذلك إنشاء المنطقة الخالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط.. كما تبحث اللجنة في اجتماعاتها أيضا نزع السلاح النووي وتشجيع الدول علي الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية وخاصة دول العالم النامي وتحقيق العدالة والمساواة فيما يتعلق بإتاحة تصدير المواد والتقنيات النووية للدول النامية في مجالات الاستخدام السلمي للطاقة الذرية. وقد اكد معهد استوكلهم الدولي لأبحاث السلام بأن هناك20500 رأس نووية تملكها ثماني دول هي الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والهند وباكستان وإسرائيل. ومن المعروف ان معاهدة حظر الانتشار النووي تنص علي ألا تقوم الدول التي تملك الاسلحة النووية( الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين) وهي الدول التي تعرف بالنادي النووي بعدم نقل التكنولوجيا النووية الي دول اخري واتفقت هذه الدول فيما بينها علي ألا تستخدم الاسلحة النووية الا اذا تعرضت باعتداء بالاسلحة النووية من قبل دولة أخري وعلي محاولة التقليل من ترسانتها النووية واستخدامها لاغراض سلمية وإلي الآن لم توقع اسرائيل والهند وباكستان علي هذه المعاهدة بينما انسحبت كوريا الشمالية منها في عام2003. فيما يتشكك البعض في مصداقية الدول الموقعة علي هذه المعاهدة بعدما قامت الولاياتالمتحدة بتزويد بعض دول حلف شمال الاطلسي بأسلحة نووية. لقد عاني العالم من ويلات الاسلحة النووية حينما استخدمتها الولاياتالمتحدةالامريكية في ضرب هيروشيما ونجازاكي وما صاحب ذلك من ضرر علي الحرث والنسل لازالت آثاره موجودة إلي الآن. الوضع الحالي اصبح في غاية الخطورة حيث تسعي معظم دول العالم الي امتلاك الأسلحة النووية ولا اكون مبالغا ان قلت ان هذا قد يؤدي الي هلاك البشرية جمعاء. بات علي سكان الكرة الاضية ان يتحدوا وان يغلبوا المصلحة العامة علي الاهواء والمصالح الشخصية لكل دولة علي حدة. والسؤال الآن لماذ لا يتخذ العالم إجراءات اكثر صرامة حيال الأسلحة النووية لانستطيع ان ننكر ان هناك بعض المبادرات من بعض الدول اخرها الاتفاقية التي تم توقيعها بين الولاياتالمتحدة ورورسيا بشأن تخفيض اعداد الرءوس النووية لدي كل منهما ولكنها ليست بالشكل الكافي أو المتوجب القيام به وهل وقوع كارثة نووية هو ما ينتظره سكان الكرة الارضية لكي يكونوا اكثر ايجابية حيال هذا الملف. بدا ناقوس الخطر يدق ولن يستثني أحد, لذا بات علي كل سكان الأرض ان يولوا هذا الملف اهتماما خاصا لانه يهدد امنهم وسلامتهم أو بالاحري وجودهم. الاهوال التي نجمت عن الاسلحة النووية في السابق لم تكن هينة بل كانت فظيعة واذا ما اضفنا اليها انتشار الرءوس النووية بشكل ملحوظ بين دول العالم وتزايد اعدادها علاوة علي انتشار التكنولوجيا في الوقت الراهن فإننا يمكن ان نتصور كمية العواقب الوخيمة التي سنعيشها اذا ما اندلعت حرب نووية او تم استخدام أي اسلحة نووية في أي حرب مقبلة.