1 على فرض أن ماقالته الأديبة فاطمة ناعوت كلام غير مقبول استدعى المحاكمة ، فهل آثار ماقالته يقل أم يزيد على فتوى «إرضاع الكبير» خمس رضعات لتحليل خلوة بين رجل وامرأة غريبة عنه فى مكاتب العمل؟ 2 عن الازدراء تقول معاجم اللغة إن كلمة «يزدرى» تعنى يحتقر ويقلل من شأن . وبداهة لا يمكن أن يزدرى الشخص نفسه وإنما غيره ، وبالتالى لا يستساغ قول ان مسلم يزدرى دينه الإسلامى أو أن مسيحيا يزدرى دينه المسيحي ، فالذى يزدرى دينه يستوجب منطقيا أن يكفر بهذا الدين . فهل الذين اتهموا بازدراء الدين أعلنوا كفرهم حتى يحاسب كل منهم ككافر ، أم أنهم مازالوا مسلمين وبالتالى مانسب إليهم يدخل فى مجال المحاسبة تحت مظلة الإسلام 3 ليست هناك جريمة بدون قصد جنائى فالقاتل لا يتهم بالقتل إلا إذا كان قاتلا الضحية . فإذا لم يكن قاصدا اتهم بالقتل الخطأ وبين الاثنين فارق كبير . ومن يعود إلى المادة الموجودة فى قانون العقوبات ( 98 فقرة واو ) يجدها تحدد الجريمة بقول : كل من استغل الدين فى الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة لأفكار متطرفة ( بقصد ) إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان ، فهل ما قالته فاطمة ناعوت وإن كان رأيا مخالفا للسائد من الآراء قالته كرأى فى سطور مقال كتبته للنقاش ، أم أنها قالته « بقصد « إثارة فتنة أو تحقير أو ازدراء دين هو دينها الذى لم تعلن لحظة أنها خارجة عليه بل متمسكة به ؟ 4 القضية الأخطر ليس فيما كتب فنقاشه ميسور ومفيد ، وإنما الأخطر حالة التربص التى أصبحنا نشعر بوجودها وملاحقتها أى خاطر أو فكرة أو راى أو رواية وجرجرة صاحبها بشكوى شخصية إلى النيابة والقضاء والسجن بتهمة ازدراء الأديان . وهى تهمة لها قيودها ، ومع ذلك أصبحت توجه دون نقاش أو حوار وعلى أساس ادخل السجن أولا وبعد ذلك لنا كلام ! لمزيد من مقالات صلاح منتصر