من حق المملكة المغربية أن تعتذر عن عدم استضافة القمة العربية السابعة والعشرين، ومن حقها أن تبدى تحفظاتها حول عدم توافر ظروف نجاحها ومن حقها أن تقول طبقا لبيان وزارة خارجيتها إنها لا تريد أن تتحول القمة إلى مجرد اجتماع مناسباتى دون أن تسهم فى تقديم قيمة مضافة، بل إن من حقها أيضا أن تعتذر عن المشاركة فيها إذا عقدت فى قطر آخر أو أن يتم تمثيلها بمستوى ضعيف!! ولكن الحقيقة أن موقف المغرب الشقيق الأخير وضع المنظومة العربية كلها فى مأزق شديد للأسباب التالية: أولا: أن ميثاق جامعة الدول العربية أقر مبدأ انعقاد القمة «بصفة منتظمة فى دورة عادية مرة فى السنة» وحدد فى مادته الثالثة من الملحق الخاص بالجامعة شهر مارس ليكون موعدا لهذا الانعقاد الدوري. ثانيا: أن الرباط نفسها كانت قد أعلنت من قبل استضافتها القمة.. وعقد مسئولوها اجتماعات تحضيرية لها، وطلبت تأجيل انعقادها من 25 مارس إلى 6 أبريل. ثالثا: ان الفترة الزمنية التى تركتها المغرب للدولة التى يمكنها استضافة القمة بدلا منها ضيقة للغاية، خاصة إذا علمنا أن القمة تحتاج إلى ترتيبات واستعدادات لوجستية كثيرة ومعقدة، وأن المادة الرابعة من ميثاق الجامعة تنص على تناوب أعضاء مجلس الجامعة على رئاسة القمة حسب الترتيب الهجائي، وأن موريتانيا هى الدولة التى تئول لها الرئاسة والمرشحة للقيام بهذه المهمة الصعبة!! رابعا: أن فلسفة دورية انعقاد القمة سنويا هى عدم التهرب من مشاكل المنطقة وأزمات العالم وتحديات الأمة.. ووضع القادة أمام مرآة الحقيقة كى يتحملوا مسئولياتهم أمام شعوبهم!! نحن نحترم وجهة النظر المغربية.. ولا نشكك فى صدق نواياها وطيب أهدافها.. ولكننا نظن وليس كل الظن إثما أن هناك أسبابا أخرى للاعتذار عن عدم استضافة القمة بهذا الشكل المفاجئ.. ربما لم يحن وقت كشف الستار عنها بعد!! لمزيد من مقالات مسعود الحناوي