تميزت الأهرام على مدار تاريخها الصحفى بحالة من الاهتمام بمتابعة دقيقة لأخبار البرلمان، انطلاقا من قناعتها بأهمية الدور الذى يلعبه البرلمان فى تاريخ الحياة السياسية والديمقراطية بمصر ومن هنا كان ذلك الاهتمام والذى أمتد لحالة من العلاقات القوية التى ربطت محرريه بنواب البرلمان على مدار تاريخه، وفى كتاب متميز للكاتب الصحفى سامى متولى مدير تحرير الأهرام الأسق، تم رصد خلاله العديد من سمات تلك العلاقة . ويرصد الكتاب تلك العلاقة التى كان أبرزها العلاقة التى جمعت محرر الأهرام البرلمانى فى ذلك الوقت سامى متولى ومصادره بمجلس الشعب ، بأنه بعد فوز المهندس سيد مرعى برئاسة المجلس بعد السيد حافظ بدوي، طلب لقاء «متولي» وعرض عليه العمل متحدثا صحفيا رسميا باسم المجلس إلى جانب استمراره فى عمله بالأهرام، إلا أنه بعد إلحاح طويل من جانب رئيس المجلس واتصاله برئيس تحرير الأهرام وقتها الأستاذ على حمدى الجمال الذى طالب مندوب الأهرام بالمجلس بالموافقة على العرض، إلا أن الأخير رفض مبررا ذلك بأنه أقسم بألا يعمل إلا للأهرام، مما استحق احترام رئيس المجلس وتقديره لهذا الموقف ولم يثنه ذلك عن اختصاصه ل«متولي» بأهم أخبار المجلس والتحليلات التى كانت تنشر مطولة على صفحات الأهرام . وإبان تشكيل الرئيس الراحل محمد أنور السادات للحزب الوطنى كانت الأهرام تتابع التشكيل الجديد بسبب علاقة مندوبها مع المجموعة التى اختارها الرئيس السادات، وتم تغطية كافة الاجتماعات السرية التى عقدت للقيادات الجديدة المرشحة للانضمام للحزب . ولم تكن العلاقة بين الطرفين طيبة طوال مسارها حيث تعرضت لاختلاف فى وجهات النظر ومما يدل على عراقة مؤسسة الأهرام وبشكل أخص فى علاقتها بالبرلمان أنه كان هناك الزميل محمود أحمد المعنى بتغطية أخبار مجلس الأمة – اسمه وقتها- وكان أنور السادات فى ذلك الوقت رئيسا للمجلس ، وقد كانت الصحافة وقتها لها تقاليد للبحث عن الخبر والمعلومة ولم يكن قد تم اختراع الفاكس وبيانات العلاقات العامة فى الوزارات، ولم يكن مسموحا للمحررين بحضور اجتماعات اللجان العامة، حيث يتم توزيع البيان على الصحفيين ويتفنن كل صحفى فى إضافة تفاصيل عن طريق مصادره، وهنا عرف مندوب الأهرام محمود أحمد معلومات وكتبها للجريدة، مما أغضب السادات وقتها وأصدر قرارا بمنعه من دخول مجلس الأمة، وعندما عاد محمود للجريدة وروى ما حدث للأستاذ هيكل أمر بعدم نشر أى كلمة عن مجلس الأمة احتجاجا على إهانة مندوب الأهرام بالمجلس، حيث اتصل السادات بهيكل وقال له «إيه الحكاية .. ليه مفيش تغطية لجلسات المجلس» فقال له الأستاذ هيكل « انت منعت مندوب الأهرام» وتعاتبا وتم السماح للمندوب بالعودة مرة أخرى ولكنه كان قد انتقل للعمل فى وكالة أنباء الشرق الأوسط.