تسلم الأستاذ هيكل مسئولية رئاسة مجلس الإدارة وتحرير الأهرام عام 1957 واختار أن يدعم الأهرام بمجموعة شابة من خريجي أول دفعة قسم الصحافة بجامعة القاهرة، وتقدم سامي متولي للتعيين بالأهرام مع زملائه الذين رشحتهم الجامعة, وبدأوا مسيرة العمل بمبني الأهرام القديم في شارع مظلوم وكان الأستاذ هيكل يصل في السابعة صباحا ً وكانوا حريصين علي الوجود قبل وصوله وعدم مغادرة المبني إلا بعد انتهاء الطبعة الأولي في منتصف الليل، ولم يحصلوا علي أي وعد بالتعيين أو إنتهاء مدة التدريب، وتشاء الظروف أن وجد سامي متولي صباح يوم جمعة وتحدث كارثة غرق المركب النيلي دندرة بين القاهرة والقناطر الخيرية وراح ضحيته 88 مهندسا زراعيا وحضر الأستاذ هيكل في الصباح فلم يجد أحدا من الجيل القديم وقام بتوزيع المهام علي الموجودين الذين قاموا بتغطية الحادث وقدم الأستاذ محمود طه كشفا ً بأسمائهم وتم تعيينهم بمرتب 15جنيها، وفوجئ سامي بضمه للقسم القضائي. هذا بعض ما تضمنه كتاب «خمسون عاما حبا فى الأهرام والبرلمان» لسامي متولى مدير التحرير، وكانت المفاجأة الثانية عندما كتب موضوعا ً عن تحقيق يتم في السكة الحديد حول خسارة تقدر بآلاف الجنيهات نتيجة الإهمال في وضع خراسانات كوبري بركة السبع وفوجىء سامي بالأستاذ هيكل يستدعيه ويخبره أن الموضوع المنشور غير صحيح وأن الرئيس عبد الناصر اتصل به وأخبره بذلك وأسرع سامي إلي مكتبه وأحضر للأستاذ هيكل الملف الذي أجرته النيابة الإدارية عن الكوبري ثم قام بعد ذلك بنشر الموضوع مدعما ً بالصور مما جعل الأستاذ ممدوح طه أيضا ً يشكره علي هذا الانفراد ويكلفه بتغطية جلسات مجلس الأمة ومجلس الشعب ويتابع نشاط كل رؤسائه ويكاد يقيم إقامة كاملة بالمجلس مما جعل رؤساء المجلس يشيدون بتغطياته وانفراداته للأهرام وأن يطلب المهندس سيد مرعي رئيس المجلس منه أن يكون متحدثا ً رسمياً للمجلس إلي جانب عمله بالأهرام ويحصل علي مقابل مادي لهذا التكليف ولكن سامي متولي رفض قطعيا ً هذا العرض مؤكدا ً لرئيس المجلس أنه لن يتقاضي مليما ً واحدا ً من خارج خزينة الأهرام، ويصل سامي متولي إلي الانفراد الأكبر عندما تم تكليفه بتغطية أخبار رئاسة الجمهورية ويعلم أن الرئيس السادات سيعقد اجتماعا ً مع الرؤساء حافظ الأسد والقذافي وجعفر نميري في فندق شيراتون ويتصل بمكتب الأستاذ هيكل ويخبره بذلك ثم يتابع هذا الخبر ويواصل جهوده الصحفية في هذا الأمر الذي انتهي بتوقيع الرؤساء الأربعة علي قيام «اتحاد الجمهوريات العربية» ومن ثم انفراد الأهرام بكل تفاصيل اجتماعات الرؤساء ونقلها إلي مكتب الأستاذ هيكل الذي منحه أكبر مكافأة لم يحصل عليها أي صحفي من قبل إلي جانب انفرادات أخري مهمة ضمنها هذا الكتاب الذي أضعه أمام عمداء كليات الإعلام وأقسام الصحافة بالكليات الجامعية ليستفيدوا منه في وضع منهج إعداد الصحفي الناجح والملتزم والقادر علي تحقيق طموحات مؤسسته لتكسب احترام وتقدير القارئ خاصة مؤسستنا العريقة الأهرام منارة الأيام علي مدي الزمن. لمزيد من مقالات مصطفى الضمرانى