«البحث عن فضيحة».. شعار المرحلة، فلو أردت أن تحقق الشهرة والمال فى وقت واحد وكنت مقربا من السلطة فى السنوات الماضية فتستطيع أن تتاجر بأسرار أصدقائك وزملائك فى العمل أو مشاهير النظام، مؤلفا كتابا تتحدث فيه عن أسرارهم وفضائحهم . هذا العمل لم يقترب منه الأستاذ سامى متولى، فبالرغم من عمله مع الأستاذ محمد حسنين هيكل محررا محققا العديد من الانفرادات الصحفية، ثم رئيسا لقسم الأخبار، ومديرا للتحرير فى عهد الأستاذ إبراهيم نافع بل كان ذراعه اليمنى فلا يتخذ قرارا يخص «الأهرام» إلا بعد الرجوع له مصدرا للثقة وكاتما للأسرار وصماما للأمان . عاش عاشقا ل «الأهرام» طوال سنوات عديدة وليس لشخص أو نظام، فهو يدخل الجريدة فى السابعة صباحا يجلس فى مكتبه أو فى صالة التحرير متابعا العمل حتى مثول الصحيفة للطبع . أراد سامى متولى أن يكرم رفقاء رحلة كفاحه، فأصدر منذ أيام كتابا يتحدث فيه عن معشوقتيه الأهرام والبرلمان خلال خمسين عاما، فهو صحفى برلمانى من الطراز الأول، وعمل مع رؤساء مجلس شعب كثيرين من صوفى أبو طالب ، رفعت المحجوب وفتحى سرور ،وكان مقربا منهم ومن النظام، ولكنه عندما تحدث عن ذكرياته معهم كان رافعا من شأنهم، متحدثا عن دورهم فى خدمة الوطن، كاشفا أسرارا كثيرة وليست فضائح أو تشهيرا ببعض أشخاص لم يعودوا فى قوتهم مثل الأيام الماضية . سامى متولى أفنى عمره فى خدمة الأهرام ومجلس الشعب دون أن يبحث عن شهرة أو مجد أو منصب رئيس تحرير، كما يسعى البعض، بل ظل مخلصا لمنصبه مديرا للتحرير ومحررا للبرلمان، فهل سننساه كما نسينا الكثيرين ممن أفنوا حياتهم فى خدمة الوطن أم نكرمه بوسام رفيع هو بجد يستحقه دون أن نقع فى خطأ زكريا عزمى عندما تم تكريمه فى عهد مبارك وظن ان منصب نائب رئيس التحرير أهم من منصب مدير التحرير فمنحه وسام الدرجة الثانية وحصل النواب على وسام الدرجة الأولى . لمزيد من مقالات عادل صبري