هل أداء وسلوك التيارات الدينية التي حصلت علي أغلبية المقاعد بمجلسي الشعب والشوري يدل ويكشف لنا أنها تبغي وتريد مصلحة الوطن وأفراده؟ أم أنها ذات نفع خاص بها. إن الشواهد العديدة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنها لا تخرج عن حدود منفعتها الذاتية, والدليل علي ما أقول هو سيطرتها علي الجمعية التأسيسية للدستور, وحتي عندما تتالت الانسحابات منها اعتراضا علي هذا الخطأ الفاضح لها, مضت في طريقها غير عابئة بذلك وأصرت علي البدء في وضع مواد الدستور لولا حكم محكمة القضاء الإداري التاريخي الذي قضي ببطلانها. أضف إلي ذلك أنه يبدو من واقع ما نقرؤه في الصحف أنها تجهز وتخطط لخضوع وسائل الإعلام لها من خلال احتفاظها بدور مجلس الشوري في الإشراف عليها, وتعيين من يديرها بمعرفتها هي, حتي تضمن عدم معارضتها فيما هي فاعلة, وما تقدم عليه من وسائل للوصول إلي مبتغاها ألا وهي السلطة, فلماذا تفعل ذلك؟ هل بسبب أنها تستغل هذه الفرصة الثمينة التي سنحت لها بعد الثورة والتي ربما لم ولن تتكرر لها ثانية, وبالتالي تعمل بكل الوسائل أيا كانت لتحقيق ما تدبر له؟ أم هو عدم ثقتها في نفسها فيما لو أشركت معها كل القوي الأخري التي ستعري وتكشف أخطائها؟ أم ماذا؟ عماد عجبان عبدالمسيح مدير عام الشئون القانونية بإدارة طما الصحية