بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة في هذا الشهر الكريم على موقع "بص وطل" نُجيب فيها على بعض أسئلتكم التي وردت إلينا. سؤال يقول: ما حكم وجود المرأة في المسجد وهي حائض لاستماع الأحاديث والخطب؟ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة الحائض من أن تمرّ في المسجد خشية تلويث المسجد؛ ولذلك فينبغي على المرأة الحائض ألا تدخل المسجد، والحمد لله نحن في عصر الاتصالات والمواصلات والتقنيات الحديثة، ويمكن للمرأة أن تستمع إلى الموعظة وإلى الأحاديث وإلى العلم في الإذاعة وفي وسائل الاتصال المختلفة وفي شبكة الإنترنت، وبوسائل كثيرة جداً في التلفزيون وفي الصحافة وهكذا.. ولذلك كلما أغلق الله باباً فتح باباً آخر، والحمد لله على نعمة الله في هذا المقام. سؤال آخر: ما هو الأفضل: قراءة القرآن بسرعة مع التدبّر وختمه أكثر من مرة أم قراءته بهدوء وتدبّر فقط، وعدم الاهتمام بختمه أكثر من مرة؟ التدبّر قد أُمرنا به والتأمل والتفكّر والعمل أيضاً أُمرنا به، ولذلك قال تعالى {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} لا بد علينا أن نتدبر القرآن وأن نقرأه بشيء من التفكّر، وكانت الصحابة تقول "كنا لا نتجاوز عشر آيات؛ حتى نعمل بها" كانوا يقرءون القرآن عشرة عشرة.. وأخرج البيهقي: "من قرأ القرآن خمسة خمسة لم ينسَه" وهذا حديث مرفوع إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وعلى ذلك؛ فالإجابة على هذا السؤال: هو أننا نقرؤه بهدوء وتدبّر من غير تعجّل، ونكون فيه ك"الحالّ المُرْتحِل"، و"الحالّ المرتحل" معناه أننا كلما أنهيناه بدأنا فيه مرة أخرى من غير تقيّد بزمن ولا تعجّل، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءته الصحابة تستشيره في "هل تقرأ القرآن في كم من الزمن؟ فقال: في شهر، فقال: بي قوة يا رسول الله"، فأخذ معه في التدّرج حتى ثلاثة أيام، وقال له: "لا تزد عن ذلك".. لأنك لو قرأت القرآن كل ثلاثة أيام اضطررت إلى أن تُسرع ولا تتدبر وتأخذ بِرَسْمِه وتترك معناه، وهذا غير مراد من الشريعة؛ المراد من الشريعة أن تقرأه وأن تتدبره وأن تتفكّر فيه، ثم بعد ذلك أيضاً تعمل به كما كانت الصحابة الكرام تفعل. سؤال آخر:
ما السلوكيات الخاطئة التي تحدث دون أن ندري والتي يمكن أن تُبطل الصيام؟ هو في الحقيقة، الصيام معناه الامتناع عن شهوتي البطن والفرج وسوى هاتين الشهوتين فإنه لا يبطل الصيام؛ لكن قد يضيّع أجره؛ من ذلك مثلاً: التهاون في الصلاة؛ هذا أمر قبيح، من ذلك أيضاً الغيبة والنميمة والكذب والبلاء الذي يخرج من لسان الإنسان، وشهادة الزور، وأمثال هذه الكبائر الموبقات.. من ذلك أيضاً الاشتغال بالسحر مثلاً؛ فهذه من الموبقات الكبار التي تُذهب فضائل الأعمال وثواب الأعمال؛ لكنها لا تُبطل الصيام.. يُبطل الصيام ما يتعلق بشهوتي البطن؛ من الأكل والشرب والدخان ونحو ذلك، والفرج من الاجتماع مع الزوجة أو من الإنزال بطريقة مباشرة.. هذا هو الذي يُبطل الصيام. إلى لقاء آخر أستودعكم الله،,,, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضغط لمشاهدة الفيديو: