كان ماسبيرو عملاقا فى زمن من الأزمنة عندما كان أبناه يحبونه ويوفون له ويعطونه بدون انتظار المقابل فقد كانت الأجيال السابقة من الإعلاميين ولا تزال علامات فى تاريخ الإعلام المصرى والعربى وهم من حافظوا على اسم وكيان هذا المبنى العريق وصنعوا تاريخا للإعلام المصرى، وهو ما نفتقده الآن حتى أن مثل هؤلاء الإعلاميين العمالقة لم يخرج أمثالهم، بل إن الشغل الشاغل اليوم للغالبية فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون هو اللائحة المالية أو السقف، ولا تنتهى الصراعات التى تمثل انشغالا عن الشاشة وتجويدها وتحسين شكلها والمضمون الذى تقدمه، والواضح أيضا فى المشهد هو مشاعر الحقد والغل التى تحيط بالغالبية، فلا أحد يرضى عن حاله ولا عن غيره ويحضرنى هنا الهجوم الذى لاقاه المذيعان شريف فؤاد وشيرين الشايب بمجرد إلحاقهما ببرنامج «أنا مصر» فقد كان الإعتراض فى البداية من جانب البعض هو عدم استغلال طاقات وكفاءات أبناء ماسبيرو فى البرنامج الجديد وعندما وقع الإختيار على شريف وشيرين قامت الدنيا ولم تقعد إعتراضا أيضا على اختيارهما بالتحديد، وبالطبع فإن أى مذيع كان سيتم اختياه كان سيلقى نفس ردود الأفعال، ويحضرنى أيضا انتخابات نقابة السينمائيين التى عقدت خلال هذا الأسبوع والتى ساد فيها التفكك من جانب أبناء ماسبيرو بل ومحاولات إفشال بعضهم البعض على عكس ما قام به السينمائيون الذين اتحدوا وتعاونوا ليصبح نصف أعضاء مجلس النقابة منهم والنصف الآخر من المجلس السابق، وأعتقد أن تلك الواقعتين وغيرهما كثير يعد جرس إنذار لأهل ماسبيرو الذين يجب أن يفكروا بشكل مختلف لصالح مبناهم ويعيدون حساباتهم قبل فوات الأوان. وأرى أن ما سردته فى السطور السابقة يفسر ما يعانيه ماسبيرو من خلل فى الآونة الأخيرة وربما يجيب على تساؤل متكرر حول سوء حاله وعدم الرضا عنه وعن برامجه. وفى سياق آخر جذبتنى حلقة الثلاثاء الماضى من برنامج «العاشرة مساء» للإعلامى وائل الإبراشى بعد أن ساهم البرنامج فى إعادة الفرحة والبسمة على شفاه طفلة تعرضت لتعذيب زوجة والدها التى أحرقتها مما تسبب فى سقوط وتلف شعرها فقام البرنامج بتبنى حالة الطفلة من خلال رسالة توجه بها للأطباء فاستجاب عدد منهم وعلى رأسهم أستاذ التجميل الدكتور إبراهيم كامل وأظهرت الحلقة مدى سعادة الطفلة بعودتها لشكلها الطبيعى وأرى أن تلك الصورة التى ظهر بها البرنامج هى الصورة التى ننشدها من جميع البرامج فإسعاد الغير ومساندته يعد دور مهم من الأدوار التى يجب أن نهتم بها فى حياتنا ويهتم بها الإعلام، فتحية للإعلام عندما يكون هادفا وللأطباء عندما يقومون بدورهم. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى