كلما نفتقد إعلاميا من إعلاميى الزمن الجميل يتوارد إلى ذهنى عدة تساؤلات أهمها.. هل توقفت المكانة المرموقة للإعلام المصرى عند هذا الجيل من العمالقة، ولماذا لم نر حتى الآن وجوها تعوضنا عنهم.. للأسف تعج الشاشات فى أغلب الأوقات بنوعيات من البرامج لا تترك أى بصمة ووجوه ننساها بمجرد اختفاءها، رحم الله الإعلامية القديرة هند أبو السعود التى جعلتنا نتذكر جيل من الرواد افتقدناهم وافتقدنا معهم الكلمة الراقية والصورة الحلوة والمعنى المعبر والهدف السامى وراء الرسالة الإعلامية التى كانوا يحرصون على توصيلها فى كل نوعيات البرامج ومنها الترفيهية. رحم الله هند أبو السعود وأمانى ناشد وسلوى حجازى ومحمود سلطان وأحمد سمير وسهير الأتربى وسامية الأتربى وكل إعلامى استطاع أن يؤثر بكلمته وفكره وطلته ليفيد المشاهد الذى يجلس أمامه ليتابعه ويتعلم منه معلومة جديدة أو يستمتع بحوار له مع ضيف على شاشة التليفزيون المصرى الذى ساهم من خلال هؤلاء الإعلاميين فى صناعة مجد الإعلام العربى وليته يعود! أعتقد أن هذا الجيل قيمته الأساسية كانت فى الإخلاص والتفانى والحرص على مكانة ماسبيرو وأهم من ذلك التعلم المستمر والإهتمام بالتوجيه، فقد علمت أن ماسبيرو فى ذلك الزمن كان به بعبع اسمه مراقب السهرة يراقب كل مذيع ومذيعة ويتناوب المراقبون على جدول يصدر تقرير إلى الكبار أمثال الإعلامى القدير سعد لبيب، فكان يهمس فى أذن المذيع أو المذيعة بأخطاءه وربما كانت لغوية، ومن هنا يصلح من أخطائه ويعرفها ولا يكررها ولا يتكبر على التقييم، لأن من يقوموا بالتقييم هم أهل له.. وأعتقد أن ذلك يعد عاملا من عدة عوامل يفتقدها التليفزيون المصرى بالإضافة لعدم استغلال الكفاءات فى أماكنها المناسبة وهنا أذكر الإعلامية د.ميرفت محسن ابنة الراحلة هند أبو السعود فهى إعلامية ناجحة ودءوبة وتسير على درب والدتها إلا أنها لم تجد حظها كغيرها من مذيعات ماسبيرو اللاتى تم وضعهن فى مناصب لا يفقهون فيها شيئا لمجرد أنهم مسنودون. وأعود لدور المراقب أو المتابع فى برامج ماسبيرو فهو أمر مطلوب الآن بشدة وأعلم أنه موجود ولكن كمسمى فقط وأطالب بتفعيله وأن يكون القائم بهذا الدور على قدره، فلابد من متابعة المذيعين والمذيعات وتقييمهم بشكل دورى، شكلا وموضوعا وعلى المذيعين أن يتعلموا من أساتذتهم الإعلاميين الكبار ويشاهدونهم فى برامجهم وكيف كانوا يقدمونها فربما تتغير فى الأمور أمور! [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى