كنت أكثر المتفائلين بظهور توك شو قوى للتليفزيون المصرى ينافس به البرامج الأخرى وذلك بمجرد بدء التحضيرات لبرنامج «أنا مصر» الذى تعرضه القناة الأولى والفضائية المصرية يوميا، وانتظرت لفترة أن يثبت البرنامج تواجده على ساحة برامج التوك شو اليومية، بل وكنت من المدافعين عنه بحجة أنه لا يمكن الحكم على برنامج من حلقاته الأولى.. ولكن! هناك ملاحظات واضحة وضوح الشمس أهمها أن هذا البرنامج يسير بطريقة عشوائية وبلا رؤية ويفتقر إلى القائد أو المتحكم فى خيوطه فكل حلقة تسير وكأنها من برنامج مختلف عن غيره وليس هناك أى رابط بين الحلقات اليومية، كما يفتقر للتقارير الخارجية، وكنت أتمنى أن يصاحب الصورة المبهرة والشكل المميز مضمون أيضا مميز. أعتقد أن برامجا عديدة من برامج التليفزيون تعد أقوى من «أنا مصر» فى مضمونها ومناقشاتها وضيوفها ومذيعيها ولكن ينقصها فقط العناية والإهتمام والتسويق لها وأذكر منها «الناس» و«حديث الساعة» بالقناة الأولى و«مصر الأهم» بالقناة الثانية و«مباشر من مصر» و«ملفات ساخنة» بالفضائية المصرية وغيرها من البرامج التى يقدمها أبناء ماسبيرو. كنت أتمنى أن يكون لرئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون عصام الأمير ولرئيس التليفزيون مجدى لاشين اليد الطولى فى تفاصيل الحلقات ومتابعته بدلا من أن يتم عرضه وكأنه وقت مباع من جانب التليفزيون المصرى لأصحاب البرنامج ولا أرى أن تواجد الإعلانات مبررا كافيا للوقوف أمام محاولات تطويره. أعتقد أن التعاون بين أهل ماسبيرو والقائمين على «أنا مصر» سيكون له تأثير أفضل لصالح البرنامج وهنا أطالب بالتدخل من جانب مسئولى التليفزيون وعقد اجتماعات مع فريق العمل بشكل يومى للوقوف على أفضل شكل ومضمون يخرج به «توك شو» من ماسبيرو. وفى نفس السياق أتساءل عن لجنة تقييم البرامج التى شكلها رئيس التليفزيون منذ عدة شهور، وما الذى تم فيها، فلا يمكن إغفال أهمية التقييم خاصة مع حالة التردى التى وصل إليها منذ سنوات مع تولى إدارة تفتقد الدراية بالمعايير السليمة والحياد والموضوعية، وأتذكر أن تقييم برامج التليفزيون كان يقوم به «كبار» أمثال الإعلاميين سعد لبيب وصلاح زكى وسميرة الكيلانى وغيرهم، وأقترح على رئيس الإتحاد تخصيص دورات تدريبية وإسناد التقييم لمن تكون لديه هذه المقومات، ففاقد الشئ لا يعطيه، كما أطالب رئيس التليفزيون بضرورة خروج تقارير التقييم إلى النور من جانب اللجنة التى شكلها والعمل بها. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى