لا يمر يوم إلا وتقع فيه حوادث تصادم على الطرق، ويلقى الكثيرون مصرعهم، إلى جانب أعداد كبيرة من المصابين، وربما يصبح بعضهم من ذوى العاهات المستديمة، أما أزمات المرور، واختناقات الطرق فقد صارت مشكلة يومية سواء على الطرق السريعة، أو حتى الطرق بين القرى وبعضها، وعدم التزام السائقين بالسير فى الجانب الأيمن من الطرق الفردية، وترك الجانب الآخر للسيارات والمركبات القادمة من الاتجاه المقابل. والحقيقة التى لا يدركها الكثيرون، ويعلمها المسئولون عن المرور لكنهم يتغافلون عنها هى أن الأتوبيسات الحاصلة على تراخيص «رحلات» تعمل أجرة بعد وقف تراخيص الميكروباصات، فأى منطق هذا؟ ولماذا تسكت الإدارة العامة للمرور على ذلك، خصوصا أن معظم الشوارع لا تستوعب العدد الهائل من السيارات والمركبات والمقطورات المارة فيها؟ إن الحل هو الزام أصحاب أتوبيسات الرحلات وسائقيها بعدم العمل كأجرة، وتغليظ العقوبات على من يتجاوزون السرعات المحددة لمركباتهم، وألا تقتصر على الغرامات، وإنما تصل إلى الحبس حتى تكون رادعًا لهم، فمن أبرز أسباب الحوادث السرعة الزائدة والسباقات التى تجرى فى الشوارع، وعدم إجراء صيانة دورية للمركبات، وعدم الالتزام بالإشارات الضوئية، وعدم الصرامة فى تطبيق القوانين، والاستهتار بحياة الناس، وعدم استخدام حزام الأمان، والتوقف المفاجئ. إن القيادة أول مرآة لأخلاق الشعوب، فإذا زرت دولة معينة لا تعرف عنها شيئاً، ورأيت فيها قيادة رديئة يترسخ فى عقلك انطباع مبدئى سيئ عن طبيعة شعبها وأخلاقه، والعكس صحيح إذا شاهدت قيادة منضبطة ملتزمة بالقواعد والتعليمات، ولا يحدث تجاوز للسرعات، ولا استهتار بالإشارات الضوئية يتكون لديك انطباع جيد عن شعبها.. إنها دعوة إلى الالتزام بقواعد المرور، وملاحقة المخالفين، وعدم استثناء أحد. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد البرى