فى تاريخ الصحافة العربية سيبقى اسم الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين من بين الأسماء المهمة التى عملت فى مهنة الكتابة والصحافة وتركت رصيدا هائلا من الانجازات المهنية . هو من جيل الكبار الذين حفروا بصمات باقية فى المهنة وتتلمذت على يديهم أجيال. جيل موسوعى الثقافة يتمتع بالموهبة والكفاءة وحسن الإدارة . من حسن الحظ أننى تعرفت على الكاتب الكبير فى عام 1989 وقتها كنت مبهورا ومازلت بشخصيته الملهمة وتواضعه الجم . ولمست عن قرب فى المرات التى التقيته فيها كم كان معلما حريصا على القيم فى الحياة وفى المهنة إلى أبعد الحدود . وهنا أتذكر بعض المواقف التى تكشف بجلاء عن قيمته .. الموقف الأول، سألته لماذا لا ترد على الكاتب الصحفى سمير رجب الذى يهاجمك فى مقالاته ؟ يومها رد بهدوء وقال : يقرا لى الملايين .. وعندما أرد عليه احقق لفكرته الانتشار، ولو فعلت لأسعدته. الموقف الثانى.. تنبأ وبحضور زميلى الكاتب الصحفى سعيد شلش يوم اجتماع مجلس التعاون العربى بأنه مؤامرة من الرئيس العراقى صدام حسين لتوريط الرئيس الاسبق مبارك، وبعد شهور حدث غزو العراق للكويت. الموقف الثالث وأنا أجلس أمامه فى مكتبه الشهير بالأهرام – روى بعض الملاحظات السلبية عن طريقة الخدمة على رحلات الشركة الوطنية للطيران لمسها خلال رحلة العودة على الطائرة من لندن ،وطلب منى يومها إن التقيت المهندس محمد فهيم ريان رئيس مصر للطيران أن أسرد له بعضها من باب الاهتمام والحرص على الشركة الوطنية لا الشكوى ، فقلت له: لماذا لا تكتب هذه التفاصيل فى مقالك الشهير «يوميات» ؟ قال لى: الصحفى يجب أن تكون كتاباته للوطن فلا يكتب عن موضوعات شخصية فمثلا لايكتب عن أزمة الشارع الذى يسكن فيه . أتذكر هذا عن أحمد بهاء الدين الذى تحل ذكرى مولده يوم الخميس المقبل 11 فبراير فهو من مواليد عام 1927 وتوفى فى عام 1996 شغل منصب رئيس تحرير مجلة صباح الخير ودار الهلال والأهرام ومجلة العربى الكويتية . وقد كان أحد أصغر رؤساء التحرير حين توليه رئاسة تحرير مجلة (صباح الخير) عام 1957. يرحمه الله. لمزيد من مقالات ماهر مقلد